العدد 1628 /4-9-2024

لقيت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، حول عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة، بالإضافة إلى استخدامه لخريطة تضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، ردود فعل فلسطينية رافضة ومنددة، ففي حين اعتبرت حركة حماس أن نتنياهو "يبحث عن نصر موهوم لم يفلح في تسويقه أمام جمهوره"، حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة المحاولات الإسرائيلية لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، معتبرة أن الخريطة التي عرضها نتيناهو تكشف نيّاته لضمّ الضفة.

وحاول نتنياهو، الاثنين، الدفاع عن تمسّكه بالسيطرة على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، بادعاء أنه "أكسجين" حركة حماس، وممر تهريب السلاح إلى القطاع، لكنه جاهر عملياً بنيته احتلال غزة والبقاء فيها، في إطار الحديث عن أجندته، والنأي بنفسه عن الاتهامات التي طاولته بأنّ إفشاله المتكرر للصفقة سبّب مقتل المحتجزين الإسرائيليين الستة الذين استعادت إسرائيل جثثهم أخيراً، في حين كان يمكن إنقاذهم بصفقة.

وحمل مؤتمر نتنياهو معلومات مضللة وغير صحيحة، أشار إليها عدد من المعلّقين والصحافيين الإسرائيليين اليوم الثلاثاء. واعتبر الكاتب في صحيفة هآرتس تسفي بارئيل أنّ محور فيلادلفيا سيُرصف بجثث المحتجزين الإسرائيليين في الطريق لاحتلال قطاع غزة من جديد، موضحاً أنّ نتنياهو ووزراءه يعلمون أنّ الوجود الإسرائيلي في المحور لم يمنع العمليات ضد أهداف إسرائيلية في الماضي، ولن يمنع ذلك في المستقبل.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، إن الخريطة التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاثنين، وتشير إلى "ضم" الضفة الغربية، تكشف عن حقيقة أجندات حكومة اليمين المتطرف. وأضافت الخارجية في بيان لها: "يواصل نتنياهو ويكرر استخدام خريطة تضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال في اعتراف صريح وواضح بهذه الجريمة الاستعمارية العنصرية، وفي استخفاف بالشرعية الدولية وقراراتها وبإرادة السلام الدولية والاتفاقيات الموقعة". ولفتت إلى أن "هذا السلوك تحدٍّ سافر للجهود الدولية المبذولة لوقف حرب الإبادة والتهجير وإحياء عملية السلام على أساس حل خيار الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".

وتابعت: "ننظر بخطورة بالغة إلى هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، خاصة أن الاحتلال يمارس أبشع أشكال الجرائم ضد شعبنا، في تجسيد عملي لمحاولة نفي الوجود الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة على طريق تهجيره من أرض وطنه".

وشددت على أن "ما عرضه نتنياهو من سياسة استعمارية عنصرية توسعية يمارسه على الأرض على سمع وبصر العالم". وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي "باحترام التزاماته وتنفيذ الرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية فوراً وقبل فوات الأوان".

الرئاسة الفلسطينية: تصريحات نتنياهو تكشف نيَّات الضمّ

إلى ذلك، قالت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، إن الخريطة التي عرضها نتنياهو أمس، تكشف نيّاته لضم الضفة الغربية المحتلة إلى أراضي إسرائيل. جاء ذلك في تصريحات متحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

وقال أبو ردينة إن "التصريحات الصادرة عن نتنياهو حول عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة، بالإضافة إلى استخدامه لخريطة تضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، هي تصريحات مرفوضة ومدانة، وهي تجاوز خطير لجميع قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقيات الموقعة". واعتبر أنها "تُظهر بوضوح النيّات الإسرائيلية المبيتة لتكريس الاحتلال وإعلان الضم والاستيطان". وأكد أبو ردينة أن "هذه السياسة المتخبطة سياسياً وعسكرياً لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد".

وحذر من "خطورة المحاولات الإسرائيلية لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها عبر استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة (...) وتواصل العدوان الإسرائيلي لتدمير المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

حماس: نتنياهو يبحث عن نصر موهوم

قالت حركة حماس، الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يبحث عن نصر موهوم لم يفلح في تسويقه أمام جمهوره، بعد مرور 11 شهراً على حربه النازية في قطاع غزة". وقال عضو المكتب السياسي في حركة حماس عزت الرشق، في تصريحات نشرتها الحركة عبر حسابها الرسمي على منصة تليغرام، عقب مؤتمر صحافي لنتنياهو حمّل فيه الحركة مسؤولية مقتل ستة محتجزين إسرائيليين في غزة: "يتحمّل المجرم نتنياهو مسؤولية حياة وسلامة الأسرى لدى المقاومة، ومع حرص الحركة على سلامتهم وحسن معاملتهم، يواصل إصراره على قتلهم وتجاهله لأوضاعهم".

ونشرت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أمس الاثنين، شريط فيديو عبر صفحتها على "تليغرام"، تظهر فيه الأسيرة عيدان يروشلمي، وهي واحدة من المحتجزين الستة الذين أعلن جيش الاحتلال استعادة جثثهم من غزة أخيراً. وأرفقت "القسام" الشريط بتعليق جاء فيه: "صفقة تبادل.. حرية وحياة. ضغط عسكري.. فشل وموت".