العدد 1651 /12-2-2025

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد، تصريحاته التي أثارت الكثير من الجدل بشأن قطاع غزة، قائلاً هذه المرة إنه لا يزال "ملتزما بشراء غزة وامتلاكها"، مضيفاً أنه "ربما يعطي أجزاءً من القطاع إلى دول أخرى في الشرق الأوسط لبنائه". وتابع الرئيس الأميركي: "سأحول غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية"، مشدداً على أنه "سيهتم بالفلسطينيين وسيتأكد من أنهم لن يقتلوا".

وأوضح ترامب أنه سيبحث حالات فردية للاجئين فلسطينيين للسماح لهم بدخول الولايات المتحدة، مؤكداً أن دولا بالشرق الأوسط ستستقبل الفلسطينيين بعد خروجهم وبعد الحديث معه، مشيراً إلى أنه سيجتمع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وتابع ترامب: "لا أعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إليها، فالقطاع سبب مشاكل كثيرة بالشرق الأوسط، ولا نريد أن تكون هناك حماس بعد إعادة البناء"، على حد زعمه. وقال إن الولايات المتحدة "ستمتلك غزة وتطورها وتعيد بناءها بحذر وبطء شديدين"، مضيفاً أن الدول الغنية بالشرق الأوسط "ستشارك في إعادة بنائها وستبني مواقع جيدة للناس وللفلسطينيين وسيعيشون بسلام".

واستنكرت حركة حماس تصريحات الرئيس الأميركي بشأن "شراء وامتلاك"، وقالت إنها "تصريحات عبثية وتعكس جهلًا عميقًا بفلسطين والمنطقة".

وشدد القيادي في الحركة، عزب الرشق، على أن "غزة ليست عقاراً يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة"، معتبراً أن "التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات، وصفة فشل".

وتابع الرشق ضمن بيان مقتضب أوردته حركة حماس: "شعبنا الفلسطيني سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل، غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948".

وكان ترامب قد طرح فكرة استيلاء الولايات المتحدة على غزة في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء. كذلك طرح اقتراحاً بنقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة وإعادة تطوير المنطقة المتضررة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". فيما طرح اقتراح تهجير الفلسطينيين من غزة لأول مرة في 25 يناير/ كانون الثاني من خلال حثّ مصر والأردن على استقبال المزيد من سكان القطاع. وعندما سُئل آنذاك عمّا إذا كان يقترح حلاً طويل الأمد أو قصير الأمد، قال: "يمكن أن يكون أياً منهما".

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه "لا أحد يقدر على إخراج سكان قطاع غزة الفلسطينيين من وطنهم الأبدي والخالد منذ آلاف السنين". وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بمطار أتاتورك في إسطنبول، الأحد، قبيل انطلاقه في جولته الآسيوية التي تشمل ماليزيا وإندونيسيا وباكستان.

وقال أردوغان إنه "رغم مؤامرات وألاعيب إسرائيل، تستمر عمليات تبادل الأسرى والمعتقلين ويسعدنا التزام حماس بوعدها". وأشار إلى أن فلسطين، بما في ذلك غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، هي ملك للفلسطينيين. وتابع: "للأسف نرى أن الإدارة الإسرائيلية تفكر في خطط أكثر خبثاً ولاإنسانية بدلاً من جعل وقف إطلاق النار دائماً".

من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد باقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بسيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل سكان القطاع إلى بلدان مجاورة، معتبراً أنه "ثوري"، وذلك لدى عودته إلى إسرائيل من زيارة أجراها لواشنطن. وقال نتنياهو إن الحليفين متفقان على "ضمان ألا يشكل قطاع غزة مجدداً تهديداً لإسرائيل... لقد خرج الرئيس ترامب برؤية مختلفة تماماً وأفضل بكثير لإسرائيل، في مقاربة ثورية وخلاقة"، مشيراً إلى أن ترامب "عازم على تنفيذ خطته" ومشدداً على أن الزيارة حقّقت "إنجازات هائلة".