العدد 1659 /16-4-2025
وسام حجار

        في ظل تصاعد التوترات والصراعات السياسية والعسكرية في المنطقة، برز نداء من قلب غزة يحمل بين كلماته عمق الإيمان بأهمية المقاومة وتأكيدها على ضرورة الحفاظ على شرف الأمة. جاء النداء، الذي أُصدر في شمال غزة بتاريخ 15 أبريل 2025م، بمبادرة من الدكتور حسن محمد القانوع، ليحذر من محاولات تجريد الشعب الفلسطيني من رمزه الأساسي – سلاح المقاومة – ويهيب بكل فئة مثقفة في الوطن العربي من كتاب ومحللين وأكاديميين ومفكرين بأن يثبتوا مواقفهم وينيروا الدرب بأصواتهم وأقلامهم.

      سلاح المقاومة: رمز الشرف والأمانة الوطنية

يرى العديد من الخبراء أن سلاح المقاومة لا يُعد مجرد أداة قتالية بل يمثل شارة نضال وتاريخاً ممتداً من الكفاح الوطني. ففي كل دفعة من هذا الصرح التاريخي يكمن رمز الاستقلال والحرية؛ رمز ارتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير الشعب الفلسطيني. فهو بمثابة خط أحمر لا يقبل المساس به، يتطلب الدفاع عنه بكل الوسائل الممكنة تماشياً مع الإرث البطولي والتحرري الذي طالما حققته الأمة.

      دعوات التراجع وأثرها على الروح القتالية

      تُعد الدعوات الأخيرة لسحب سلاح المقاومة بمثابة محاولة لإضعاف الروح القتالية التي طالما حافظت على عزيمة الشعب الفلسطيني. إذ تهدف هذه الدعوات إلى إعادة تشكيل موازين القوى لصالح جهات معادية تحاول من خلال هذه التحركات التأثير على وحدة الصف الوطني وتفكيك الترابط الذي حافظ على كرامة الأمة. في هذا السياق، شدد الدكتور القانوع على ضرورة أن لا تبقى الأصوات الراقية صامتة، وأن تتكاتف أقلام المثقفين والأدباء لدحض مثل هذه المحاولات التي تهدد إرث المقاومة.

     غزة: المنارة في خط المواجهة

     يظل قطاع غزة، وبالأخص شماله، المنصة الأمامية التي ترتكز عليها المقاومة في مواجهة الاعتداءات المتواصلة. يواجه أهل غزة يوميًا تحديات جسيمة، في حين يقف أبطال القضية كدرع يحمي الأرض والأقصى الشريف. وفي هذه الظروف الحرجة، يكتسب سلاح المقاومة بُعداً رمزياً يتجاوز معناه المادي ليصبح رمزاً للأمل والصمود في وجه التهديدات التي تسعى لإزهاق كرامة العرب والمسلمين.

      السيناريوهات والاستراتيجيات المستقبلية

      يتوقع المحللون أن تثير هذه الدعوات ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية والسياسية، إذ يمكن أن تُلهم حركات توحيدية تسعى لإعادة تأكيد الهوية الوطنية وتعزيز وحدة الصف في مواجهة محاولات التقويض. على الصعيد الاستراتيجي، ستظل قوة الكلمة – سواء المكتوبة أو المنطوقة – سلاحاً فعالاً في إعادة ترتيب الأوراق في ساحة القتال النفسي والسياسي، لا سيما في مواجهة سياسات تُستهدف إضعاف عنصر المقاومة الأساسي.

       دعوة لإحياء الكلمة الحرة

       في خضم هذه المعركة على موروث تاريخي وشرف أمة، يدعو الدكتور القانوع كل من يحمل في قلبه حب فلسطين إلى الوقوف صفاً واحداً. إذ يشكل الكتاب والمفكرون والمحللون جبهة حاسمة يجب أن تكون صوتاً لا يُصدَّر سكتة في مواجهة المحاولات التآكلية. إن الكلمة الحرة تحمل في طياتها القدرة على إحياء الروح الوطنية والرد على كل من يسعى لإضعاف عزيمة أمة تقف في وجه التحديات بأقصى درجات الشجاعة والإصرار.

     خاتمة

     إن موقف المقاومة يعكس إرث الشعب الفلسطيني وتاريخه العريق، والذي لن يُمنح مكاناً للانحناء أو الاستسلام. تبقى الدعوة إلى إحياء الكلمة الحرة والأصوات النيرة دعوة ضرورية لإعادة ترسيخ معايير الشرف والمقاومة في مواجهة محاولات التجزئة والضميرية السياسية. وفي النهاية، فإن الإرادة الوطنية والثقة بالحق والعدالة هما الأسس التي ستظل تدعم مسيرة الشعب نحو مستقبل يستحقه.

    وسام حجار