العدد 1642 /11-12-2024
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم الثلاثاء،
عائلات المفقودين في سورية إلى عدم محاولة العثور بأنفسهم على جثث أقربائهم أو نبش
المقابر لأن ذلك قد يعيق عملية التعرف على الجثامين. وقال المتحدث باسم اللجنة
كريستيان كاردون في حديث لوكالة فرانس برس إن ملف المفقودين "محوري ليس فقط
اليوم بل أيضاً في المستقبل". وأضاف: "عندما تنجز هذه الخطوات بشكل صحيح
ستسمح بتهيئة مناخ سلمي يمهد الطريق لمفاوضات سلام ومصالحة".
ووفقاً لمنظمات غير حكومية فقد أكثر من 100 ألف
شخص في سورية خلال النزاع الذي اندلع عام 2011، بشكل رئيسي على يد قوات النظام
السوري الذي أُسقط الأحد إثر هجوم شنته فصائل المعارضة السورية. وأظهرت صور نشرت
على شبكات التواصل الاجتماعي رجالاً هزيلين قام آخرون بحمل بعضهم لعجزهم عن المشي
وهم يغادرون سجن صيدنايا الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري".
وأكد كاردون المسؤول السابق عن أنشطة الحماية في
اللجنة الدولية: "علينا التحقق من احترام المقابر والأماكن الأخرى التي قد
يكون قد دفن فيها أشخاص" بينما تواصل آلاف الأسر البحث عن أقاربها أحياء
كانوا أم أموات. وأوضح أن "هذا أمر أساسي حتى لو شعرت الأسر برغبة جامحة للذهاب
إلى بعض الأماكن التي لم تتمكن من الوصول إليها خلال سنوات الحرب والقيام بمبادرة
فردية"، مشدداً على أهمية "الاعتماد على الطب الشرعي الأساسي للتمكن من
تحديد هوية الأشخاص".
وأشار كاردون إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر
تدعو أيضاً إلى التأكد من "حماية السجلات التي أدرجت فيها أسماء آلاف السجناء
(...) وآلاف الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا قد توفّوا". وتابع: "هناك
حاجة ملحة اليوم للحفاظ على هذه المعلومات الحيوية في المكاتب الإدارية والسجون
وأماكن الاحتجاز في جميع أنحاء البلاد".
وأعلن أنه "من الضروري أن يتأكد أي شخص لديه
سلطة اليوم في سورية من حماية مختلف المباني"، مشيراً إلى أن اللجنة الدولية
للصليب الأحمر على اتصال مع "الجهات النافذة" في سورية. وقال الصليب
الأحمر على منصة إكس إن فريقاً من اللجنة الدولية تمكن الثلاثاء من زيارة سجن
صيدنايا "ولاحظ أن العديد من الوثائق الخاصة بالمعتقلين (...) قد تضررت
وتبعثرت في غرف عدة".
ومع إطلاق سراح آلاف المعتقلين من السجون، تأمل
اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي يعمل لحسابها حوالي 500 شخص في سورية، في لم
شمل أكبر عدد ممكن من العائلات باستخدام المعلومات التي جمعتها مكاتبها حول العالم
على مر السنين. وسارعت اللجنة الى توفير رقمي خطين ساخنين للمعتقلين (+963 953 555
431) ولأقاربهم أينما وجدوا في العالم (+963 936 033 628).
وتنشط طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً
في شوارع سورية قرب مراكز الاحتجاز للتحدث مع المعتقلين والعائلات بهدف لم شمل
أكبر عدد منهم. وأوضح كاردون: "ستكون عملية معقدة ستستغرق وقتاً لأن هؤلاء
الأشخاص تعرضوا لصدمات كبيرة".