العدد 1640 /27-11-2024
أفاد جهاز
الدفاع المدني في قطاع غزة المحاصر والمستهدف، اليوم الأحد، بأنّ خيام النازحين
الفلسطينيين تعرّضت لأضرار جسيمة من جرّاء الأمطار وغرقت في مياهها، الأمر الذي
أدّى إلى تفاقم معاناتهم الإنسانية، ولا سيّما في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة
على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال المتحدّث
باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، إنّ "الأمطار التي تساقطت صباح
اليوم تسبّبت في أضرار جسيمة بالخيام التي تؤوي آلاف النازحين"، إذ إنّ
"المياه تدفّقت إلى داخلها، الأمر الذي أدّى إلى تلف الأمتعة والفرش
فيها". ويبدو أنّ هذا أمر لا يُبشّر بالخير مع اقتراب فصل الشتاء الذي تكثر
فيه الأمطار الغزيرة.
وأوضح المتحدّث
باسم الدفاع المدني في قطاع غزة أنّ الأضرار سُجّلت خصوصاً في عدد من المواقع،
"أبرزها مخيم إيواء ملعب اليرموك، ومتنزّه بلدية غزة، ومخيّم الشاطئ،
بالإضافة إلى بعض المدارس، ومناطق أخرى في وسط القطاع وجنوبه".
وتساءل بصل عن
الوضع في حال استمرّ تساقط الأمطار بغزارة، علماً أنّ "خيام النازحين بالكاد
صمدت أمام الأمطار الخفيفة". ورأى أنّ "الوضع الراهن ينذر بكارثة
إنسانية حقيقية إذا لم يُسجَّل تدخّل عاجل".
ووسط تدهور
الأوضاع مع تغيّر الأحوال الجوية، دعا بصل المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى
التدخّل سريعاً لإنقاذ النازحين، مطالباً بتوفير خيام بديلة أو كرفانات (مقطورات)
إيواء لمساعدتهم في تفادي الأضرار التي قد تلحق بهم في موسم الشتاء.
واضطرّ
الفلسطينيون في قطاع غزة، خلال نزوحهم وسط الحرب الإسرائيلية المستمرّة منذ أكثر
من 13 شهراً، إلى اللجوء إلى المدارس أو منشآت أخرى تابعة لوكالة الأمم المتحدة
لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أو إلى منازل أقرباء أو معارف لهم،
في حين وجد آخرون مأوى لهم في مخيمات، سواءً أكانت عشوائية أم أخرى نصبتها الأمم
المتحدة.
وبغضّ النظر عن
الأماكن التي نزح إليها الفلسطينيون الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع
غزة، فإنّهم يعيشون وسط ظروف إنسانية صعبة. وبحسب ما تفيد التقارير التي تتناول
الأوضاع الإنسانية في القطاع، ولا سيّما تلك التي تعدّها الوكالات التابعة للأمم
المتحدة ومنظمات دولية إنسانية وحقوقية، فإنّ هؤلاء يعيشون من دون أنّ تتوفّر لهم
المياه ولا الأطعمة الكافية، في حين تنتشر الأمراض في أماكن النزوح المكتظة.
تجدر الإشارة
إلى أنّ بيانات وكالة أونروا الأخيرة تشير إلى نزوح 1.9 مليون فلسطيني على أقلّ
تقدير في داخل قطاع غزة، منذ بداية الحرب الإسرائيلية، الأمر الذي يعني نحو 90% من
إجمالي عدد سكان القطاع البالغ نحو 2.3 مليون نسمة. وبحسب وكالة أونروا، فإنّ ثمّة
مهجّرين في قطاع غزة نزحوا عشر مرّات أو أكثر، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول
2023.