العدد 1686 /22-10-2025

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الأحد، أنه سيعود مجدداً لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد أن خرقه مراراً منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وقال جيش الاحتلال، في بيان، إنه "بناءً على توجيهات القيادة السياسية، وبعد سلسلة من الضربات الحاسمة رداً على انتهاكات حماس، بدأنا بتطبيق وقف إطلاق النار مجدداً. وزعم الجيش أنه "سيواصل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار"، متوعدّاً بأنّه "سيردّ بحزم على أي انتهاك له".

وتعليقاً على تراجع الاحتلال عن قرار وقف المساعدات وإغلاق المعابر، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير: "تراجع مخز لمكتب رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) الذي أعلن إيقاف المساعدات حتى إشعار آخر وعاد عن قراره بعد ساعتين فقط". وأضاف بن غفير عبر حسابه على منصة إكس: "كل هذا في اليوم الذي قتلت فيه حماس جنديين إسرائيليين، وما زالت تنتهك الاتفاق ولا تُسلم جميع جثامين" القتلى الإسرائيليين، مردفاً: "يجب أن نوقف هذه الفكرة، ونعود إلى القتال العنيف في أقرب وقت ممكن - مناورةً، وغزواً، وتشجيعاً للهجرة".

ويأتي ذلك بعد أن رحّب بن غفير بقرار وقف المساعدات، مشدداً على أنه "لا داعي لاستئناف المساعدات، بل الحرب هي التي يجب استئنافها سريعاً"، في حين قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن "تدمير حماس واستعادة الأمن واجب أخلاقي وهدف الحرب الرئيسي، ولن نهدأ حتى ننجز المهمة".

ضغط أميركي وراء التراجع عن وقف إدخال المساعدات إلى غزة

من جانبها، أفادت القناة 12، مساء الأحد، بأنّ إسرائيل تراجعت عن قرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد ضغوط أميركية، حيث وعدت تل أبيب واشنطن بأنها ستعيد فتح المعابر الاثنين. ونقلت قناة "12" العبرية الخاصة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله إن تل أبيب "تراجعت في ما يخص قرار عدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، وذلك بعد ضغوط أميركية". وأضاف المسؤول أن تل أبيب "وعدت واشنطن بإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية اعتباراً من يوم غد الاثنين".

وفي وقت سابق الأحد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القناة 12 وهيئة البث، اليوم الأحد، بأن حكومة الاحتلال قررت تعليق إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بناء على توصية جيش الاحتلال، كما قررت إغلاق جميع المعابر، بعد أن زعمت انتهاك حركة حماس الاتفاق. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن إسرائيل "أبلغتنا بأنها ستعاود فتح المعبر إلى غزة صباح غد الاثنين". فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رسالة أميركية لإسرائيل: "يمكنكم الرد على الانتهاكات، لكن من دون تقويض الاتفاق". كما أوردت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أمني ادعاءه أنه "لا داعي للقلق بشأن الاتفاق، فإسرائيل لا تريد انهيار وقف إطلاق النار".

وفي تقرير لها، اتهمت حماس الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني ومنع دخول العديد من الأصناف الغذائية، وأشارت إلى أن "الاتفاق ينص على إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية بكميات كبيرة وكافية وفق تفاهم 19 يناير/كانون الثاني 2025، غير أن قوات الاحتلال لم تلتزم بما نص عليه الاتفاق، واتخذت إجراءات مخالفة"، من أبرزها:

منع إدخال العديد من الأصناف الأساسية مثل اللحوم والبيض والدجاج والمواشي الحية.

إدخال كميات محدودة جدًا من الوقود وغاز الطهي، إذ لم يُسمح سوى بدخول 3 شاحنات غاز و29 شاحنة وقود خلال تسعة أيام، في حين ينص الاتفاق على إدخال 50 شاحنة وقود يومياً، أي أن ما دخل يشكل نسبة 7.1% مما هو متفق عليه.

إغلاق معبر "زيكيم" الذي يساهم في استقبال المساعدات القادمة من الأردن.

منع إدخال البذور الزراعية والأعلاف والأسمدة وألواح الطاقة الشمسية اللازمة للإنتاج الزراعي.

واتهمت حماس جيش الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المبرم في مدينة شرم الشيخ المصرية في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي استناداً إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على القطاع، موثقة ستة خروقات ارتكبها الاحتلال منذ اليوم الأول لدخول الاتفاق حيز التنفيذ وحتى اليوم الأحد. وشددت حركة حماس في بيان على "التزامها الكامل والدقيق بالاتفاق" الذي توصل إليه الوسطاء (مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة) رغم الخروقات الإسرائيلية، مطالبة الوسطاء والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لضمان تنفيذ بنود الاتفاق وحماية المدنيين.

كما أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التزامها الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، مضيفة أن "لا علم لنا بأية أحداث او اشتباكات تجري في منطقة رفح". وتابعت: "هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس/آذار من العام الجاري، ولا معلومات لدينا ان كانوا قد استشهدوا أم ما زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ". وأردفت: "لا علاقة لنا بأية أحداث تقع في تلك المناطق، ولا يمكننا التواصل مع أي من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة".