العدد 1656 /19-3-2025

استشهد ثلاثة من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس وقيادي أمني ووكيلا وزارتي الداخلية والعدل في غزة، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت القطاع، فجر يوم الثلاثاء، مع إعلان الاحتلال استئناف حرب الإبادة عليه.

وأفيد نقلاً عن مصادر عائلية ونشطاء، باستشهاد كلّ من مسؤول العمل الحكومي عصام الدعاليس، وعضوي المكتب السياسي لحركة حماس محمد الجماصي وياسر حرب، في العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن استشهاد وكيل وزارة الداخلية في مدينة غزة اللواء محمود أبو وطفة جراء غارات الاحتلال. وأُعلن في غزة كذلك عن استشهاد بهجت أبو سلطان، القيادي الأمني في "حماس"، ومسؤول جهاز الأمن الداخلي، بالإضافة إلى وكيل وزارة العدل أحمد الحتة، في غارة استهدفت منزل عائلته في المنطقة الغربية لمدينة غزة.

وتجددت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، فجر يوم الثلاثاء، حيث شنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات عنيفة، ما أسفر عن استشهاد 254 شخصاً على الأقل، وفق أحدث إحصاء لوزارة الصحة في غزة، في حين تحدث المكتب الإعلامي الحكومي عن أكثر من 330 شهيداً ومفقوداً.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجراً استئناف الحرب على قطاع غزة. وجاء في بيان صادر عن مكتبه: "أصدر رئيس الوزراء ووزير الأمن (يسرائيل) كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حماس في غزة". وقال كاتس إن جيشه استأنف الحرب على غزة، متوعداً بمواصلة "العمليات العسكرية" على القطاع "حتى يتم الإفراج عن جميع" المحتجزين، وهدد قائلاً: "ستُفتح أبواب الجحيم في غزة إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن".

في المقابل، اتهمت حركة حماس في بيان، فجر يوم الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتعريض المحتجزين الإسرائيليين لمصير مجهول. وحمّلت "حماس" في بيانها "نتنياهو المجرم، والاحتلال الصهيوني النازي، المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة، وعلى المدنيين العزّل وشعبنا الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرّض لحرب متوحّشة وسياسة تجويع ممنهجة"، وقالت إن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة لمصير مجهول". وطالبت حركة حماس الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه.

ودعت الحركة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتهما التاريخية في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة، كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لأخذ قرار يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلزامه بالقرار 2735 الداعي لوقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة.

وأكد البيت الأبيض أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غاراتها على غزة يوم الثلاثاء. وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولاين ليفيت، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: "تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة". وأضافت: "مثلما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً. ستُفتح أبواب الجحيم". وسبق أن أصدر ترامب تحذيراً علنياً مستخدماً كلمات مماثلة، قائلاً إن على حماس إطلاق سراح جميع المحتجزين وإلا "فستفتح أبواب الجحيم على مصراعيها".

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية إن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة على خطط مهاجمة القطاع قبل وقوعها فجر الثلاثاء. وأضافت الهيئة نقلاً عن مصدر أمني لم تسمّه: "تم إطلاع الولايات المتحدة على الهجمات في غزة قبل وقوعها"، وأشارت إلى أن العشرات من طائرات سلاح الجو تشارك في عملية قصف القطاع، لافتة إلى أن العنصر الرئيسي فيها كان "المفاجأة".