العدد 1634 /16-10-2024
ارتفعت أسعار
الزيوت النباتية في سورية ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة لأسباب
مباشرة وأخرى تراكمية بيئية. وتداولت مصادر إعلامية متقاطعة تصريحات منقولة عن أحد
المصادر من غرفة تجارة دمشق، عزت الارتفاع بأسعار الزيوت النباتية إلى
"الأوضاع الناجمة عن المستجدات في المنطقة".
واعتبرت المصادر
أن التهريب بكميات كبيرة من الدول المجاورة "بإشارة غير مباشرة إلى
لبنان" كان عاملاً في الانخفاض النسبي لأسعار الزيوت النباتية داخل السوق
المحلية، وأنه "بسبب الأوضاع الإقليمية قلت نسبة التهريب إلى الداخل
السوري". وأشار مراقبون وخبراء اقتصاديون في حديث لـ"العربي
الجديد" إلى أن الأسباب لا يمكن اختصارها بالحرب القائمة في لبنان والتشديد
الحاصل على المعابر رغم أنها الأبرز حالياً، بل يعتبرون أن الأسباب عديدة، تشمل
احتكار كبار التجار لمعظم المواد الغذائية، ومنها الزيوت النباتية، منذ بداية
العدوان على لبنان والمنطقة.
وأضاف الخبراء أن
السبب الثاني في غلاء الزيوت هو العامل البيئي وتردي المواسم السابقة والقادمة
للنباتات التي تستخلص منها الزيوت نتيجة دخول البلاد في موجة جفاف قوية. كما لا
يمكن إغفال دور انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية وزيادة معدل التضخم في السوق
المحلية مع هذا الارتفاع بالأسعار. ويقول علي سليمان من اللاذقية لـ"العربي
الجديد"، إن "أسعار الزيوت بالأساس مرتفعة، وكنت قبل الحرب على لبنان
بيومين أشتري لتر الزيت من نوع "بروتينا" بـ25 ألف ليرة من البقاليات في
منطقتي، وبعد بداية النزوح اللبناني إلى سورية بيوم أصبحت اشتري اللتر من النوعية
ذاتها بـ28 ألف ليرة واليوم أصبح سعره 30 ألف ليرة".
أما محمد السلوم
من طرطوس فيقول لـ"العربي الجديد"، إنه "قبل الأزمة السورية كنا
نشتري عبوة الأربعة لتر من زيت دوار الشمس بـ6 آلاف ليرة والصفيحة منه بـ24 ألف
ليرة، وأما بالنسبة لزيت الزيتون فلم تتجاوز بأسوأ الحالات حينها حاجز 40 ألفا،
أما اليوم فثمنها جاوز المليون ونصف المليون ليرة لعصير الموسم الماضي، ولا نعلم
كم سيكون ثمنها هذه السنة، نسبة لشح الموسم وقلة الزيتون المتوقع قطافه".
أحد صغار التجار
بدمشق، والذي طلب عدم ذكر اسمه، تحدث لـ"العربي الجديد" عن الاحتكار
الذي يطبقه ما سماهم "حيتان السوق" على المواد الاستهلاكية ومن ضمنها
الزيت النباتي، فقال إن "الإنذار بالعدوان الذي سبق العدوان ذاته دفع العديد
من كبار تجار جملة الجملة والمستوردين في سورية لاحتكار مواد استهلاكية عديدة،
بينها الزيوت والسكر الأبيض والطحين والبرغل والأرز، بهدف حصر توزيعها بأيديهم
بالأسعار التي يفرضونها".
وأضاف: "حتى
السلل الغذائية التي كانت تأتي كمعونات والتي كانت تباع على الأرصفة، تم إخفاء
كميات كبيرة منها واحتكارها لكي يحكموا قبضتهم على السوق دون أن ينازعهم أحد على تجارة
المواد الأساسية". وحول موسم الزيتون الخامة الأساسية قي إنتاج الزيت في
سورية، يقول المزارع محمد ديوب من ريف حماه لـ"العربي الجديد" إن موسم
السنة الحالية لا يمكن تقديره نظرياً بأكثر من ربع موسم السنة الماضية التي لم تكن
أيضاً جيدة بالنسبة للموسم، وعليه فإني أتوقع ارتفاع سعر الصفيحة بمقدار 200-300
ألف على أقل تقدير عن سعر السنة الماضية.
الجدير بالذكر أن
أسعار الزيوت النباتية سجلت في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً كبيراً، حيث وصل اللتر
الواحد من زيت عباد الشمس والذرة في معظم المحافظات السورية إلى 30 ألف ليرة سورية
(ما يعادل دولارين). فيما وصل اللتر الواحد من زيت الزيتون إلى 80 ألف ليرة (أكثر
من 5 دولارات) للزيت العادي، و 140 ألف ليرة (ما يقارب 10 دولارات) للتر بالنسبة
لزيت "الخريج" الأكثر كثافة، في الوقت الذي لا يرقى متوسط الرواتب لأكثر
من 400 ألف ليرة سورية (ما يعادل 33 دولارا).