العدد 1615 /29-5-2024
عاد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى
بيروت بعد انقطاع طويل نتج عن عقم مستفحل في الأزمة اللبنانية الحالية التي بلغت
ذروتها بالشغور الرئاسي الشهير ، والذي يكاد ان يطفيء شمعته الثانية بعد بضعة أشهر
. ويعتقد الجمع الكبير من الساسة والإعلاميين اللبنانيين أن جعبة المسيو لودريان
فارغة وأن هذه الزيارة لزوم ما لا يلزم . أو أنها جزء من العلاقات العامة التي
تمارسها الديبلوماسية الفرنسية عشية إنعقاد القمة الفرنسية الأميريكية في الأيام
المقبلة .
الزيارة شملت وستشمل الرئيسين نبيه بري ونجيب
ميقاتي ورئيس تيار المردة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية ورئيس كتلة الوفاء
للمقاومة النائب الحاج محمد رعد وآخرين ممن يحتاج لودريان الى أخذ صور معهم في هذه
المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية والتي يطلق عليها تسمية
الشرق الأوسط . ولوحظ أن تبرير وتسويغ عدم لقاء لودريان مع التيار الوطني الحر هو
وجود النائب جبران باسيل خارج البلاد ،علما ان الفجوة السياسية بين باريس والتيار العوني هي التي تلعب دوؤا حاسما
في عدم حصول اللقاء المفترض بين الجانبين .
وقد بات
من المؤكد ان الموفد الرئاسي الفرنسي سيجد معظم الساسة اللبنانيين خصوصا في الشق
المسيحي من الساحة السياسية اللبنانية يقدمون موضوع النازحين السوريين وترحيلهم من
البلد على موضوع الشغور الرئاسي .كما أن مستقبلي لودريان سيلمسون أن الضيف الكريم
يقدم موضوع الجبهة اللبنانية - الصهيونية الملتهبة على موضوع الشغور الرئاسي الطيب
الذكر . ليتم التقاطع الجلي بين لودريان ومستقبليه على إتخاذ الشغور الرئاسي
عنوانا وهميا لزيارة المسيو جان إيف الى ربوع بلاد الأرز الحبيبة .
الساسة اللبنانيين في معظمهم ومعهم أوساط كنسية
واسعة لديهم عناية بالغة بمؤتمر بروكسل المنعقد حول الأزمة السورية وبكلمة وزير
الخارجية عبد الله أبو حبيب التي اتسمت بالقوة والوضوح والصراحة لجهة تحميل
الأوروبيين مسؤولية الإبقاء على النازحين السوريين على الأرض اللبنانية . ويواكب
هذا الإهتمام السياسي بموضوع النازحين ، إجراءات ميدانية متخذة على الأرض ذات طابع
إنقسامي وتقسيمي . فالبلديات والجهات الحزبية المختلفة في المناطق ذات الأغلبية
المسيحية اتخذت إجراءات عملانية تهدف الى التضييق على النازحين السوريين بغية
دفعهم الى مغادرة تلك المناطق . في مقابل إجراءات عادية متخذة في المناطق ذات
الأغلبية الإسلامية . ما يضفي طابعا طائفيا ومذهبيا على قضية النازحين السوريين
شأنها شان كافة القضايا السياسية وغير السياسية المثارة والملتهبة في الوطن
اللبناني الحبيب .
في هذا الوقت تستمر العاصمة القطرية في إستقبال
الوجوه اللبنانية المختلفة التي كان منها في الأسابيع الأخيرة الزعيم وليد جنبلاط
وقائد الجيش العماد جوزيف عون بالإضافة الى بعض " الفراطة " النيابية
والسياسية المشكلة من شخصيات متفرقة على قاعدة من كل واد عصا أي دون أن يجمع هذه " الفرافيط "
تكتلات سياسية أو نيابية واضحة .
إذا لا إجتراح لمعجزة فرنسية مفقودة ، ولابحوث
جدية على جدول الأعمال في زيارة لودريان بل احتضان معنوي للموقع اللبناني الذي
يمثل منطقة نفوذ تاريخي لباريس منذ أيام الإنتداب الفرنسي . وفي ذلك مهمة تجانس
أبرز ما قام به الفرنسيون من تحركات رئاسية ووزارية منذ ٤ آب ٢٠٢٠ والمتمثل بوضع
وسام فرنسي على صدر السيدة فيروز من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون .
أيمن حجازي