العدد 1642 /11-12-2024
ايمن حجازي

استمرت المماطلة الإسرائيلية - الأمريكية في عمل اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان والكيان الصهيوني ، إفساحا في المجال أمام الجيش الصهيوني كي يقوم ببعض الإجراءات العملانية المعادية في القرى والبلدات التي دخلتها قواته خلال العدوان الأخير على لبنان في الشهرين الماضيين . وهي اللجنة التي يفترض بها أن تضع حدا للخروقات الصهيونية المتنوعة التي لم تتوقف عند حدود جنوب نهر الليطاني وفق ما كان محددا بالإستهداف من قبل القادة الصهاينة منذ بدء العمليات العسكرية الأخيرة . وقد وصلت هذه الخروقات الى العمق اللبناني في منطقة الهرمل والى بعض المعابر اللبنانية - السورية تحت عنوان الحؤول دون توريد السلاح والصواريخ الى حزب الله عبر هذه المعابر .

وذلك قبل ان تبدأ الآلة العسكرية الصهيونية بتدمير كافة البنى العسكرية التابعة للجيش السوري إثر التطورات الأخيرة الحاصلة في سوريا والتي أطاحت بحكم الرئيس بشار الأسد . وفي استكمال للحرب الصهيونية ضد لبنان ، استغلت القيادة الصهيونية التطورات السورية وعملت على انتهاك حرمة المنطقة العازلة بين سوريا والكيان الغاصب . فبعد إعلان نتن ياهو تحلله من موجبات اتفاقية فك الإشتباك الموقعة بين الجانبين في عام ١٩٧٤ ، تحركت دباباته واحتلت عددا من القرى المحررة في مرتفعات الجولان ، كما أقدمت على الإنتشار في منطقة جبل الشيخ التي كانت محررة قبل ذلك . وفي تداعيات الحدث السوري الصاخب لبنانيا ، شن رئيسي حزب للقوات اللبنانية والكتائب هجوما عاصفا على حزب الله الذي أعلن إنتهاء سيطرته على لبنان بعد رحيل الرئيس الأسد . أما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فإنه أعلن أمام محازبيه المتحمسين " إنتهاء وصاية حزب الله " على البلد مستخدما لهجة عالية من الصراخ والصياح .

أما القرى الجنوبية والبقاعية المنكوبة فإنها انشغلت في تشييع ووداع أبنائها الشهداء ( المقاتلين منهم والمدنيين ) في مواكب مهيبة أكدت على الإصرار في رفض الإحتلال وفي رفض التراجع عن المواقف المقاومة مهما بلغت التضحيات وأيا تكن الأثمان المدفوعة . وقد ظهر جليا أن الأثمان التي دفعت حتى الآن في المناطق اللبنانية التي تعرضت للعدوان كانت باهظة الثمن . وذلك في مقابل أثمانا باهظة أيضا دفعتها البنية الإجتماعية والإقتصادية والعسكرية والأمنية الصهيونية ، كان آخرها مقتل أربع عسكريين صهاينة وسقوط عدد كبير من الجرحى ، عبر تفجير نفق للمقاومة الإسلامية اللبنانية في إحدى القرى الجنوبية . تزامن ذلك مع مقتل ثلاثة عسكريين صهاينة في قطاع غزة بالإضافة الى سقوط عدد كبير من الجرحى . وهذا ما يؤكد أن حرب الإستنزاف الذي يتعرض له الصهاينة ما تزال قائمة ، يصنعها المقاومون اللبنانيون والفلسطينيون بلك مهارة وإبداع ميداني مميز . وهذا ما يشوش وبقوة على رغبة القادة الصهاينة على تثبيت إعلانات النصر المتدرج في كل من ساحتي لبنان وفلسطين .

لا يسع القادة الصهاينة إلا أن يعلنوا حربهم الشاملة على كل قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية وأن يستعينوا بكل قوى الظلم العالمي لتحقيق أحلامهم التلمودية الجائرة . ولا يسع شعوب هذه المنطقة العربية والإسلامية إلا أن يرفضوا الخنوع والخضوع من خلال التمسك بخيار المقاومة الشاملة في كل ساحة من ساحات الحرية وفي كل ساحة من ساحات الأمة المترامية الأطراف .

أيمن حجازي