العدد 1666 /4-6-2025
الخلاف السياسي الحاد القائم
في البلد حول موضوع المقاومة بين مد وجزر ، حيث يبدو للمراقب أن الأمور تكاد تنفجر
في بعض الأحيان تحت وطأة الحدة في الخطاب السياسي المعتمد من قبل كافة الجهات
المعنية داخليا وخارجيا . وهذا ما ظهر جليا من خلال ما قاله وزير الخارجية
اللبناني قبل أسبوع من الزمن حين أعتبر حزب الله خارجا عن القانون متجاهلا وجود
ممثلين عن هذا الحزب في نفس الحكومة الذي ينتمي اليها الوزير يوسف رجي المنتمي الى
حزب القوات اللبنانية . ويأتي هذا الموقف من ضمن حملة سياسية وإعلامية تشنها القوى
التي كانت تنتمي الى اليمين اللبناني السابق . ويحاول كل فريق من الأفرقاء إعطاء
تسمية وعنوان لهذه المعضلة الكبرى .
فالفريق الذي ينتمي اليه رجي
يقول ب " نزع سلاح حزب الله " ، ويميل رئيسي الجمهورية والحكومة جوزف
عون ونواف سلام الى اللجوء الى مصطلح " حصرية السلاح " . مع تمايز في
الطرح بين الرجلين حيث يعتمد الرئيس عون على رافعة الحوار كوسيلة فاعلة لتحقيق
شعار حصرية السلاح . أما الرئيس نواف سلام فإنه يعاني من جفاف في تعبيراته
السياسية ، ما يؤدي الى استفزاز جمهور المقاومة ورموز حزب الله السياسيين وصولا
الى الرئيس نبيه بري الذي عكس امتعاضا من مواقف سلام من خلال قوله " بيسخن
منسخن ببرد منبرد " . ما دفع بسيد السراي الى التوجه الى عين التينة من أجل
ترطيب الأجواء مع ثنائي أمل - حزب الله
والرد من هناك على حرص الحاج رعد على
الحفاظ على ما تبقى من ود بينه وبين حزب الله . وقد رد النائب محمد رعد التحية
بأحسن منها من خلال تقديره لهذا الحد الأدنى من الود الوطني غير الحميم مع وعد
بلقاء لاحق بين الجانبين ....
يعتمد حزب الله هدوء مميزا
حيال معارضيه ومعارضي مقاومته وسلاحها ، ويراهن رهانا مخلصا على موقف رئيس
الجمهورية الذي يخضع أحادثيه عن حصرية السلاح لموجبات الوحدة الوطنية والتماسك
الداخلي المنشود . وكم كان لافتا حرص الرئيس عون خلال زيارته الأخيرة الى العراق ،
على اللقاء مع المرجع الديني السيد علي السيستاني وعندما تعذر الأمر لأسباب
صحية بادر الرئيس عون الى الإتصال بنجله
مطمئنا . وقد حمل هذا الحرص على لقاء السيد السيستاني معان إيجابية كبرى في
ترجماتها اللبنانية الطائفية المتصلة بالشأن المقاوم .
إن ممارسة حزب الله لسياسة
ضبط النفس في مواجهة كل الهجمات العسكرية الصهيونية منذ ٢٧ تشرين الثاني الماضي ،
رافقته سياسة ضبط نفس داخلي وتدوير زوايا ، في مواجهة الصلافة الداخلية والتنكر
السياسي للفعل اللبناني المقاوم . هذا
الفعل المخضب بدماء قادة المقاومة الشهداء والآلاف من أبناء الوطن الكرام الذين
انحازوا الى شعب غزة وأهل فلسطين الأبية . ولا يخفى على أحد التناغم الوثيق بين
صلافة الداخل اللبناني المعادي للمقاومة وبين المواقف الأميريكية والصهيونية
والعربية الرسمية الراغبة في تمرير مذابح غزة دون أي ردة فعل من الشعوب العربية .
فهل تفلح سياسة ضبط النفس
وتدوير الزوايا في مواجهة العواصف ، أم أن الرغبة في التصعيد السياسي والدناءة
السياسية المتمثلة بالموافقة على ربط إعمار ما تهدم عن طريق الآلة الإسرائيلية -
الأميريكية المشتركة بتنفيذ المطلب الخسيس " بتسليم سلاح المقاومين " ؟
ايمن
حجازي