العدد 1633 /9-10-2024
الذروة التي بلغها
الصراع بين الكيان الصهيوني وقوى المقاومة في المنطقة باتت على مستوى عال من الحدة
والتصادم . وانتقلت في شقها الأكثر احتداما الى الجبهة اللبنانية - الصهيونية حيث
أصيبت المقاومة اللبنانية بضربات كبيرة برز في طليعتها اغتيال الأمين العام لحزب
الله السيد حسن نصر الله الذي كان يتبوأ موقعاأساسيا في خارطة الصراع مع الكيان الغاصب . وباتت الساحة اللبنانية تحت
وطأة هذه التطورات الثقيلة التي أراد رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتن ياهو من
خلالها إعلان إنتصاره التاريخي الكبير على أعدائه الألداء في المعسكر المواجه .
وعلى الرغم من بروز هذه
النزعة الجامحة لدى رئيس الحكومة الصهيونية الأكثر تطرفا في تاريخ الدولة
الإسرائيلية ، فإن الوقائع على الأرض لم
تلائم هذه النزعة . حيث ثبت ان الحرب البرية التي أرغى وأزبد الصهاينة في اللجوء
اليها على الجبهة اللبنانية كانت باهظة التكاليف بفعل صمود المقاومين اللبنانيين
الذين كبدوا الجيش الصهيوني خسائر فادحة . وقد اكتفى ضباط هذا الجيش وجنوده
بإلتقاط صور رفع العلم الإسرائيلي في طرف من أطراف بلدة مارون الراس قبل أن يعودوا
خائبين . واستمر انهمار صواريخ هذه المقاومة في العمق الصهيوني على الرغم من
استهلاك سلاح الجو الإسرائيلي لكامل قوته في استهداف المقاومين الرماة وفي توجيه
الضربات المكثفة للضاحية الجنوبية لبيروت والتي لا تزال مستمرة تحت عنوان القضاء
على المنظومة القيادية لحزب الله . و كان من المفترض أن تؤثر هذه الضربات غير
المسبوقة في تاريخ الحروب سلبا على معنويات هؤلاء المجاهدين الذين ما زالوا يبلون
البلاء الأسطوري المميز في ساحة المعركة . وقد لوحظ أن نتن ياهو يلجأ الى
بروبغوندا شعبوية استعارها من بعض الحكام العرب من مثل قوله : " لقد قتلنا
نصر الله وخليفته وخليفة خليفته ... " .هذا في الوقت التي يستمر فيه مقاومو
غزة في حرب الإستنزاف التي يشنوها ضد جيش الإحتلال الصهيوني ويكبدونه أفدح الخسائر
. وقد رصع مقاومو غزة الذكرى الأولى لطوفان الأقصى بتوجيه صواريخهم الى تل أبيب
غير عابئين بصلف الآلة العسكرية الصهيونية المتفوقة.
لن تطول سكرة نتن ياهو
حتى يكتشف وهنه المرتكز الى حقيقة كبرى : وهي أن قوته التي يباهي بها قوة مستعارة
موضوعة بتصرف الكيان الغاصب من قبل أكبر القوى الدولية المتوحشة في أميركا وأوروبا
. وأن القلق الوجودي الصهيوني قائم على الخوف من تراجع التبني الغربي لدولة
اسرائيل المصطنعة والدخيلة على هذه المنطقة من العالم . وقد ظهر جليا أن القادة
الصهاينة لا يملكون من أمرهم شيئا ، فالرد الصهيوني على الصواريخ الإيرانية التي
انهمرت على الأرض المحتلة محكومة بالإذن الأميركي الذي وضع ضوابط وممنوعات جعلت
الموقف الصهيوني مرتبكا وهزيلا حيث أعرب الأمريكيون عن اعتراضهم على ضرب المنشآت
النفطية الإيرانية خشية التأثير السلبي على أسعار النفط العالمية ما قد يضر
بالإقتصاد الأميريكي .
سيذكر نتن ياهو وغيره من
القادة الصهاينة أن " تفوقهم "
مفتعل وأنهم يمارسون دور الدمى المتحركة وان جل قراراتهم ومواقفهم مرتبط بإرادة
القوى الدولية الصليبية المعادية لأمتنا.
ايمن
حجازي .