العدد 1578 /6-9-2023
انطوى الأسبوع الماضي على موقفين من الإستحقاق
الرئاسي اللبناني الذي ينتظر قدوم الموفد
الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في شهر أيلول الحالي . وقد أطلق هذين الموقفين
الرئيس نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع . حيث تضمن الموقف الأول
مبادرة حوارية أطلقها الرئيس بري في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر على ان تنتهي
بعد سبعة أيام من هذا الحوار الذي يفترض أن يفضي الى جلسات مفتوحة لإنتخاب رئيس
للجمهورية . أما الموقف الثاني فقد أطلقه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع
وتصدى فيه لمبادرة الرئيس بري ورفضها وشكك في صدقها وفي جديتها . بين الموقفين
موقف للبطريرك الماروني بشارة الراعي متفهم وداعم لدعوة الرئيس نبيه بري الحوارية
.
هذا في المشهد الداخلي ، ولكن المشهد الخارجي كان
زاخرا بالمعطيات أيضا حيث بدت المبادرة الفرنسية متعثرة وقد تقدم عليها مسعى قطري
أكثر انسجاما مع واشنطن والرياض والقاهرة . حيث قيل أن موفدا أمنيا قطريا في صدد
الوصول الى العاصمة اللبنانية بعد حركة لافتة قام بها السفير القطري في بيروت .
والمعروف في عالمنا العربي أن الفعالية الكبرى للموفدين الأمنيين الذين يتفوقون في
مواقعهم على الموفدين السياسيين أو الديبلوماسيين . ولهذه الحركة القطرية خلاصتان
متناقضتان :
- توحي الخلاصة الأولى بأن كفة الجنرال جوزف عون
باتت راجحة .
- وتوحي الخلاصة الثانية بأن الأطراف العربية
والدولية قد ركنت الى سحب كل الأوراق الموجودة على الطاولة وهي أوراق كتبت عليها
أسماء سليمان فرنجية وجوزيف عون وجهاد أزعور ... وبات البحث عن خيارات بديلة هو
المطروح من مثل زياد بارود وأشباهه .
وما علينا في هذه الأثناء إلا البحث عن تقاطع
مفترض بين مبادرة الرئيس نبيه بري وجهود المبعوثين القطري والفرنسي . وما يدعو
البعض الى إضفاء طابع الجدية على الجهود المبذولة لإنهاء الشغور الرئاسي في هذا
الشهر موقفان اثنان :
- الأول : موقف بكركي الداعم لمبادرة الرئيس بري
حتى هذه الساعة على الرغم من كل الضغوط التي يتعرض لها البطريرك الماروني من قبل
حزبي الكتائب والقوات اللبنانية فضلا عن بقايا مسيحيي الرابع عشر من أذار .
الثاني : موقف التيار الوطني الحر الذي يبدو أنه
في صدد التجاوب مع مبادرة الرئيس بري . وذلك بعد رواج الحديث عن فعالية الحوار
القائم بين حزب الله والتيار والذي قد يشير في جانب منه الى أن الأرجحية باتت الى
خيارات رئاسية من خارج الأسماء المطروحة وتحديدا من خارج حلقة جوزف عون - سليمان
فرنجية المغلقة .
إن أكثر ما يخيف في هذا المشهد السياسي ظهر في
مهرجان معراب عندما وضعت المناسبة برمتها ضمن اطار حادثة عين ابل التي سقط من
جرائها مسؤول حزب القوات هناك الياس الحصروني . وتم من خلال استعراض تاريخه الحزبي
كل أدوار القوات اللبنانية في الحرب الأهلية اللبنانية بما فيها دور هذه القوات في
بنية ميليشيا العميلين سعد حداد وانطوان لحد . ما ترك ظلالا حربية قاتمة على
المشهد السياسي اللبناني أكبر من الشغور الرئاسي وغيره من المفردات السياسية
العالقة .
أيمن حجازي