العدد 1571 /19-7-2023
أيمن حجازي
بين مؤتمر الدوحة المنعقد في أيار من عام ٢٠٠٨
واجتماع الدوحة الذي انعقد يوم الإثنين الماضي فروقات كبيرة في طبيعة الحضور
ومستواه وآلية العمل . فالدوحة الأولى ، وإن تم انعقادها بمسعى قطري مغطى إقليميا
ودوليا ، إلا أنها كانت إجتماعا يضم القوى
السياسية اللبنانية التي رضيت بتسوية صاغها فريق عمل مشكل من قبل القطريين أنفسهم
. في الدوحة الأولى حصل تجاذب كبير بين
الفرقاء وكان الإجتماع برمته واقع تحتتأثير الوضع الميداني الذي وقع في السابع من أيار ٢٠٠٨في بيروت والجبل
وصيدا ... أما الدوحة الحالية التي ما زالت في بدايتها فإنها تضم قوى الوصاية
العربية والدولية أو قوى الإنتداب وفق ما هو قائم من تصنيفات متقابلة .
في الدوحة الأولى ، كان ميزان القوى يرجح كفة
معسكر الثامن من أذار الذي انتزع الثلث المعطل أو الثلث الضامن ، وفرض قانون
الستين الإنتخابي الذي كان التيار الوطني الحر يقاتل من أجل إعتماده ولو ان
الحلفاء وفي مقدمهم حزب الله كان غير مقتنع بهذا القانون .
في الدوحة الأولى حسم الأمر خلال بضعة أيام ،
لأسباب عديدة كان من بينها أن هذا الإجتماع - المؤتمر انعقد على نار حامية ، أما
الدوحة الثانية فما زالت النار خافتة وهي نار كلامية وحسب .
في الدوحة الأولى كانت قوى معسكر الرابع عشر من
أذار في طور التصدع بعد أن شعر وليد جنبلاط ( وهو نجم ذلك المعسكر واحد أكبر صقوره
آنذاك ) بعد أن تبين أن سمير جعجع لم يفي بإلتزامات الدخول في موجبات المعركة
الميدانية مع حزب الله . أما في الدوحة الثانية فإن التصدع قد أصاب معسكر الثامن
من أذار بعد أن افترق التيار الوطني الحر عن ثنائي أمل - حزب الله بفعل تبني
الأخير لترشيح الزعيم الزغرتاوي سليمان طوني فرنجية .
في الدوحة الأولى ، وبعد وصول الوفدين اللبنانيين
الى العاصمة القطرية بنصف ساعة انقطع التيار الكهربائي في الدوحة في حادثة فريدة
من نوعها لم تحصل منذ ربع قرن من الزمن في الإمارة القطرية المميزة وفق ما أفادت
الصحف اللبنانية آنذاك . أما في الدوحة الثانية بقي التيار الكهربائي في أسوأ
أحواله على الآراضي اللبنانية المجيدة .
في الدوحة الأولى ولدت صيغة ( السين - سين ) وهي إختصار رمزي للمملكة العربية
السعودية وللجمهورية العربية السورية . أما في الدوحة الثانية فإن البحث جار على
قدم وساق لولادة صيغة ( أسف ) التي يفترض أن تضم الثلاثي الدولي والإقليمي إيران والسعودية وفرنسا .
في الدوحة الأولى بقيت صيغة السين - السين سنة ونصف
على قيد الحياة قبل ان تسقط بالضربة القاضية في نهاية عام ٢٠١٠ على أبواب البيت
الأبيض ... أما صيغة أسف إن هي ولدت ولادة عادية أو قيصرية فالله أعلم كم يكتب لها
الحياة .
في الدوحة الأولى ، اقتضت التسوية السياسية آنذاك
الإتيان بقائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ، فهل تتيح الدوحة الثانية إن
استكملت مسلسلاتها القادمة ان تصل الى تسوية سياسية تتيح الإتيان بقائد الجيش جوزف
عون رئيسا للجمهورية ؟ ؟ ؟
أيمن حجازي