العدد 1643 /18-12-2024

ما زالت الساحة اللبنانية تعيش تداعيات الحرب الإسرائيلية التي شنت ضد لبنان على امتداد أكثر من شهرين ، وأدت في ما أدت اليه الى إعادة إحتلال جزء من الأرض الجنوبية وتدمير بنى اجتماعية واقتصادية متنوعة . وذلك في مقابل استهداف مواز لبنى اجتماعية واقتصادية وأمنية وعسكرية في الكيان الصهيوني وتحديدا في شمال فلسطين المحتلة دون ان ننسى أن العمق الصهيوني قد نال نصيبه أيضا . وبات خائبا الهدف المعلن للحرب التي شنها نتن ياهو والمحددة بإعادة المستوطنين الصهاينة جنوب الحدود مع لبنان الى البيوت التي كانوا يسكنونها قبل الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣ ، مع تأكيد استطلاعات الرأي التي أجريت في صفوف هؤلاء أن قسما كبيرا منهم لا ينوي العودة الى حيث كان في المستوطنات الشمالية نتيجة عدم ثقتهم بالواقع الأمني القائم في شمال فلسطين .

ولكن الهدف السياسي الصهيوني الأكبر الذي تحقق من خلال هذه الحرب ، تجسد في تسعير الحملة الداخلية في الساحة اللبنانية ضد المقاومة الإسلامية وسلاحها ووجودها ودورها في مجابهة الإحتلال الصهيوني . وقد وسعت تلك الجماعات السياسية والإعلامية من طموحاتها حتى وصلت الى الحديث عن السعي لإيصال بعض متطرفيها الى سدة الرئاسة اللبنانية الأولى التي تعاني من داء الشغور المستفحل منذ أكثر من عامين . وقد برر أحد النواب المنخرطين في تلك الحملة طموحه المشار اليه الى أنه لا يريد رئيسا على طريقة "أبو ملحم " ... فهو يريد رئيسا يشهر سيف العداء للمقاومة اللبنانية ليستكمل موجبات الحرب الإسرائيلية ويفتك بما تبقي من بنى مقاومة عقابا لها على الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في غزة الذبيحة . لقد تخلى هؤلاء عن أي حس عربي أو إسلامي أو وطني لبناني ، ولجأوا الى الحسابات التي كانت سائدة في لبنان في صيف ١٩٨٢ . حيث كان المطلوب إقامة حكم لبناني خاضع للكيان الصهيوني .

لقد تم اللجوء أيضا ومجددا الى شعار " ما بصح إلا الصحيح " ، حيث أعتبر ان كل ماجرى في الأشهر الثلاث الماضية هو الصحيح المتوخى من قبلهم والمحدد وفق مسار الأحداث بالتالي :

- الصحيح كان في لبنان محاولة شطب المقاومة اللبنانية وإزالتها من خلال اغتيال الرأس ممثلا بالسيد حسن نصرالله والشخصيات القيادية الأخرى المتعددة الوجوه والأسماء والصفات والمواقع.

- الصحيح كان في فلسطين هو ذبح غزة واغتيال القائد يحي السنوار والعدد الكبير من القيادات الحمساوية الفاعلة . وارتكاب أبشع المجازر في تاريخ البشرية .

وهكذا بات الصحيح المتوخى لدى هذه الفئات السياسية هو ما أنجزته الآلة العسكرية الصهيونية في لبنان وفلسطين. فيا عار هذا الصحيح الخاطىء والآثم الردىء الذي يودي بالأوطان الى المهالك.

أيمن حجازي