العدد 1660 /23-4-2025
أيمن حجازي

بخطى متثاقلة يسير الحكم اللبناني المطوق بالأزمات المتنوعة ، ويسعى من أجل إثبات قدرته على إنتشال البلد من جملة التحديات الكبرى المستفحلة في الداخل والخارج . إلا أن التحدي الصهيوني ما زال يحتل المرتبة الأولى في لائحة التحديات المتميزة التي ترجمت في الأيام الأخيرة بتصعيد عسكري ابتدأ من يوم الأحد الماضي الذي تلى خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم . وقد طال هذا التصعيد العسكري مناطق عدة في الجنوب والبقاع وتوج يوم الثلاثاء الماضي بغارة لمسيرة في جبل لبنان استهدفت القيادي المقاوم الدكتور حسين عطوي الذي ينتمي الى الجماعة الإسلامية ، التي نعتها الناطق باسم الجيش الصهيوني بالإرهاب الى جانب شقيقتها حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين حماس .

وقد أكد هذا التصعيد العسكري الصهيوني أو أنه جدد التأكيد على أن اللجنة الدولية التي شكلت برئاسة أميريكية لرعاية اتفاق وقف العمليات العدائية الذي أعلن في ٢٧ تشرين الثاني الماضي ، تمارس دور شاهد الزور وتنحاز الى جانب العدو الصهيوني دائما لا بل إنها تمنحه تبريرات وقحة لإعتداءاته في كثير من الأحيان . لقد تخلى الأميريكيون عن ممارسة الكذب والنفاق وتقمص دور الوسيط ، واستبدلوا كل ذلك بالتبني المباشر والكامل للمنطق الإسرائيلي في مقاربة الوضعين اللبناني والفلسطيني . وكان لإستشهاد الدكتور عطوي دلالات إضافية على أحقية الشعب اللبناني في ممارسة حقه وواجبه في مقاومة الخطر الصهيوني وذلك من خلال ما بث عن لسانه في مناسبة سابقة تحدث فيها عن بديهية العمل المقاوم . وذلك في ظل إمعان القوى السياسية والميليشاوية التي كانت على علاقة سابقة مع الإحتلال الصهيوني ، في شن حملات التحريض على المقاومة ورجالها وسلاحها وشهدائها الميامين . ولقد سعت تلك الجهات وما زالت تسعى الى دفع الموقف الرسمي اللبناني الى التصادم مع قوى المقاومة اللبنانية وإحداث فتن وقلاقل شتى . وقد بدأ الإعلام الصهيوني في الأسبوع الأخير بالإشادة العلنية بمواقف تلك الجهات اليمينية ، وفي التأكيد على أهمية التناغم مع هذه المواقف .

وفي عملية إستطلاع سريعة لوجوه الشباب المقاوم المستهدف من قبل العدو الصهيوني فإننا نجده في معظمه من الكادرات العلمية الواعدة التي تهيء المجتمع اللبناني الى نهوض حتمي في أكثر من مجال وميدان . وتشير هذه الحقيقة الى أن العدو الصهيوني يتأذى من هذه الفئة من أبنائنا وشبابنا الذين باتوا يشكلون خطرا حقيقيا على المشروع الصهيوني في منطقتنا العربية والإسلامية . وهذا ما هو حاصل في الساحة الفلسطينية أيضا . وتزداد خطورة هذه الفئة من شباب مجتمعاتنا عندما نلاحظ أن معظم لا بل غالبية هؤلاء من المتدينين الملتزمين الذين يندفعون بقوة وصلابة نحو الشهادة في سبيل الله ونحو ساحات الجهاد والمقاومة . وهذا ما يمكن أن نتحسسه أكثر وأكثر عندما تردنا المعلومات من فلسطين المحتلة ومن قطاع غزة عن الأعداد الكبيرة من حفظة القرآن الكريم في صفوف الفتية والبنات والكبار والصغار من شعب فلسطين الحرة الأبية .

تحية الى روح الشهيد الشيخ حسين عطوي الذي كان دائم التحفز نحو الشهادة ، وتحية الى كل أقرانه على الأرض اللبنانية والأرض الفلسطينية . تحية الى النماذج المتألقة التى حاكت وصاغت أجمل الأمثولات النقية في تاريخنا المعاصر .

أيمن حجازي