العدد 1635 /23-10-2024
ايمن حجازي

تستمر المعركة الشاملة بين الكيان الصهيوني وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين ، وتحتدم المواجهات لتتحول الى حرب استنزاف مرهق ينزلق الى قعرها القادة الصهاينة الذين يعانون من نشوة كاذبة للإنتصار بعد أن نالوا من جثة القائد الهمام الشهيد يحي السنوار ، ولجأوا الى ثمانين طن من القنابل الأميريكية المدمرة كي ينالوا من القائد الشهيد السيد حسن نصر الله .

لم يهنأ بنيامين نتن ياهو والآخرين من صهاينة العرب والعالم باستشهاد القادة ، لأن مسيرات المقاومة اللبنانية وصلت الى بنيامينا وقتلت وجرحت أكثر من ثمانين عسكريا اسرائيليا كانوا على مائدة العشاء ومن ثم أكملت تلك المسيرات مسيرتها المظفرة الى غرفة نوم نتن ياهو الذي نجا بعدما ضبطه العالم فارا وهاربا الى حصون " خيبر " التي لا بد ان تفتح على أيدي المجاهدين في يوم قادم لا محالة . أما لوحة الشهادة الإبداعية التي رسمها أبو ابراهيم السنوار فإنها وضعتنا جميعا في خانة الإنتصار والعزة والفخار . فالصهاينة اليوم على صفيح ساخن في غزة المدمرة والممزقة . اما المعركة المفتوحة في جنوب لبنان من ضمن الحرب البرية ، فإنها باهظة التكاليف على القادة الصهاينة وقد تحولت الى حرب استنزاف موازية لحرب الإستنزاف القائمة في قطاع غزة . والإجرام الصهيوني يترجم أفعاله من خلال سلاح الطيران الذي يعيث في الأرض فسادا ويبيد العائلات ويفرق شملهم على مساحات كبيرة من الخارطة اللبنانية - الفلسطينية . ويهدف ذلك العدو الى فرض وقائع جديدة من خلال إقامة منطقة أمنية ممسوكة من قبل الإحتلال على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية ، بالإضافة الى امتلاك حق التدخل العسكري وملاحقة المقاومين داخل الآراضي اللبنانية . وهذا ما يمثل استعادة بائسة لإحدى مضامين اتفاق السابع عشر من أيار لعام ١٩٨٣ الذي أسقطه الشعب اللبنانية بالدم والنار والجهاد والشهادة . وهذا ما حمله الينا المبعوث الأميريكي هوكشتيان الذي أطل بعد غياب محاولا توظيف نتائج الضربات التي تلقتها المقاومتين اللبنانية والفلسطينية من خلال استهداف رأسيهما الممثلين بالسيد الشهيد حسن نصر الله والشهيد القائد يحي السنوار . ولكن المقاومة اللبنانية والفلسطينية أكدت انها ما تزال على ثباتها الراسخ في كلا الجبهتين فلم تتزحزح قيد أنملة . لا بل إنها ما تزال تمطر شمال فلسطين ووسطها بما تيسر من الصواريخ الفاعلة ، وتشاغل الوجود العسكري والسياسي الصهيوني بالمسيرات الفاعلة التي تصل الى منزل نتن ياهو والى قواعد لواء غولاني الذي يباهي به الصهاينة ألوية النخبة في جيوش العالم الكبرى .

ما زالت المقاومة اللبنانية والفلسطينية متفوقة على الأرض في غزة الأبية وفي جنوب لبنان . ومازال سلاح الجو الأميريكي الممنوح لدولة إسرائيل العنصرية متفوق في ذبح المدنيين في بيوتهم وخيامهم وأقبيتهم ... تفوقا ينزع عن الولايات المتحدة الأميريكية وحلفائها الغربيين أي صفة إنسانية ايجابية . ويكمل الصورة المتوحشة السوداء لأسياد البيت الأبيض الذين لطخوا بأوساخهم المعنوية وجهي القرنين العشرين والحادي والعشرين الميلاديين إبتداء من هيروشيما وإنتهاء بغزة الذبيحة . دون أن ننسى الجريمة التاريخية الكبرى التي سقط فيها ملايين البشر الأفارقة الذين استعبدوا وتم نقلهم كرقيق يباع ويشترى الى الولايات المتحدة الأميريكية القبيحة .

إن كل قطرة دم تسيل في لبنان وفلسطين وفي كل دول هذه المنطقة لا بد ان يكون للولايات المتحدة الأميركية إسهام في سفكها وان كل معاناة يعانيها أحد من شعوب هذه المنطقة فإن الولايات المتحدة الأميركية وأسيادها المؤسسين البريطانيين لهم إسهام مباشر في صناعتها.

المعركة مستمرة والتوحش الأميركي مستمر والفعل المقاوم مستمر في تألقه وتوهجه الساطع الذي يرصعه دماء الشهداء القادة جعلهم الله في فردوسه الأعلى .

ايمن حجازي