العدد 1367 / 26-6-2019
أعلن أكثر من مئة عالم دين لبناني وفلسطيني الموقف الشرعي
بتحريم "صفقة القرن" الاميركية والتطبيع مع العدو الصهيوني، خلال
"ملتقى العلماء الموسع"، الذي نظمته "هيئة علماء المسلمين"
و"رابطة علماء فلسطين في لبنان" في قاعة مسجد "الحسين" في
مدينة صيدا، ودعوا فيه علماء الأمة لأخذ دورهم والقيام بواجبهم في الدفاع عن قضايا
الأمة وفي مقدمتها قضية الأمة "فلسطين".
واعتبر الملتقى" الذي انعقد تحت شعار "لا لصفقة
القرن المشؤومة.. لا لمؤتمر البحرين.. لا للتطبيع مع العدو"، ان اميركا دولة
معادية لشعوب المنطقة، لانها تعلن عليهم المؤامرات تلو المؤامرات، وتحاول انهاء
عمل وكالة "الاونروا" وتثبيت الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب
الفلسطيني والذي لا حل له الا العودة الى الارض والديار، مؤكدا على أن عودة
اللاجئين إلى ديارهم في فلسطين حق مقدس لا يجوز أن يتنازل عنه فرد أو جماعة وهو
ملك الأجيال بالغة ما بلغت.
وتحدث في المؤتمر محمد الشيخ عمار باسم "الاتحاد
العالمي لعلماء الملسمين"، رئيس "رابطة علماء فلسطين" في لبنان
الشيخ بسام كايد، نائب رئيس "هيئة علماء المسلمين" في لبنان الشيخ خالد
عارفي الشيخ عبد الله الحلاق باسم "القوى الاسلامية" في مخيم عين الحلوة
والامين العام لـ "هيئة علماء فلسطين" في الخارج الشيخ محمد الحاج، قبل
ان يتلو مسؤول العلاقات العامة والاعلام في "رابطة علماء فلسطين في
لبنان" الشيخ علي اليوسف البيان الختامي وفيه "التقى السادة العلماء في صيدا
بدعوة من هيئة العلماء المسلمين ورابطة علماء فلسطين لتسطير الموقف الشرعي، والوقوف في وجه صفقة
القرن المشؤمة، والتطبيع مع العدو الصهيوني، ودعوة علماء لأخذ دورهم، والقيام
بواجبهم في الدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية الأمة "فلسطين".
ويؤكد علماء لبنان على الآتي:
أولاً: إن فلسطين أرض اسلامية عربية لن يغير هويتها أي تدخل
أو تآمر من أية قوة بالغة ما بلغت وإن التنازل عن ذرة تراب منها لهذا العدو
الصهيوني المجرم حرام لا يبرره أي عذر مهما كان من أي شخص أو فصيل أو مسؤول أو
زعيم..
ثانياً: إن القدس مدينة عربية اسلامية ومسيحية ليس لليهود أي
حق فيها وإن ما فعلته أمريكا من نقلها لسفارتها جريمة تاريخية وإنسانية وإن
الموافقة عليها هي شراكة في هذه الجريمة.
ثالثاً: إن المسجد الأقصى المبارك هو مسجد خالص للمسلمين وهو
الأخ الشقيق التوأم للمسجد الحرام وإن اقتحام العدو له هو اعتداء وقح على مقدس من
أقدس المقدسات عند المسلمين وهو آية في كتاب الله لا يجوز السكوت عنه من أي مسلم
وخاصة المسؤولين من حكام وقادة بل يجب أن يتم التصدي له بكل الوسائل والسبل
والامكانيات وإن ذلك من واجبات ديننا الحنيف.
رابعاً: إن الدعوة إلى التطبيع مع هذا العدو وإدخاله كدولة
من دول المنطقة هو جريمة بحق شعب هجر من أرضه على يد هذا العدو وجريمة في حق
المهجرين والمشردين في كافة الأرض وجريمة في حق المسجد الأقصى المبارك الذي يدنسه
هذا العدو وجريمة في حق قوافل الشهداء والجرحى والأسرى الذين قدموا أرواحهم
وأجسادهم للمحافظة على هذه البقعة المباركة من الأرض الطاهرة التي هي للأمة كلها.
خامساً: إننا نحن علماء لبنان نعتبر مؤتمر مقايضة الحقوق
الفلسطينية مقابل الرخاء الاقتصادي بالحقوق الفلسطينية جريمة دينية وسياسية ووطنية
وقومية وانسانية ذلك لأن الوطن الذي تبذل في سبيل تحريره الأنفس لا يدانيه مال ولا
يعدله كنوز الأرض، وإن المؤتمر الذي يريد ترامب عقده على أرض اسلامية عربية بهذا
الغرض ليس له إلا هدف واحد وهو تصفية قضيتنا واخراجها من ثوبها الطاهر إلى كونها
قضية اقتصادية ومشاريع انسانية وإن موافقة بعض أبناء الأمة من قادة وزعماء وأصحاب
رؤوس أموال يعد إهداراً لهذا الحق وتضييعاً لأجيال الأمة وتمزيقاً لوحدتها
وخذلاناً لشعبها وإننا ندعو هؤلاء القادة إلى دعم المقاومة بدلاً من خذلانها
والانحياز إلى مصلحة شعبها بدلاً من اغرائه بحفنة مشبوهة من الدولارات أو المشاريع
..
سادسا: إننا نحن علماء لبنان فلسطينيين ولبنانيين نعتبر
أمريكا دولة معادية لشعوب المنطقة وهي تعلن عليهم المؤامرات تلو المؤمرات حيث
أوقفت الدعم عن وكالة الأنروا وإن كنا نعتبر ومنذ اليوم الأول أن الدعم الأمريكي
لأي دولة أو فئة أو مؤسسة هو دعم مسموم ...
ثامنا: إننا ندعو أبناء الشعب الفلسطيني إلى وحدة حقيقية
ناتجة عن , حقيقية شراكة في المواقف الدينية والسياسية والادارية وكذلك شراكة في
بندقية طاهرة توجه للاحتلال لتطهير الأرض والمقدسات وإنهاء جميع مظاهر الانقسام
ووقف جميع أشكال التعاون الأمني مع الاحتلال ..
تاسعا: إننا ندعو جميع أطياف علماء أمتنا الغراء إلى الوقوف
صفاً واحداً إلى جانب حقوق شعبنا الفلسطيني المكلوم والتأصيل الشرعي الواضح لتجريم
التنازل عن ذرة تراب واحدة من فلسطين وحرمة المقايضة بين الرخاء الاقتصادي والحقوق
الاسلامية والعربية فيها
وإننا نناشد شيخ الأزهر وعلماء مصر وعلماء الحرمين ورابطة
العالم الاسلامي وجميع علماء العالم من يعلمون أحكام شريعتنا أن يوجهوا خطاباً
واضحاً بحرمة ما يجري من تضييع للقضية فيما ذكر وأن قبول هذه الصفقة المشؤومة التي
يسعى لها ترامب هو جريمة في حق ديننا وقدسنا وأبناء أمتنا، وكلنا أمل أن تلقى
مناشدتنا آذاناً صاغية وقلوباً واعية وضمائر حية.
عاشرا: نعتبر الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي شهيد الأمة
وفلسطين، فلطالما وقف حاميا للشريعة، مدافعا عن حقوقها، مضحيا في سبيل نهضتها.