العداون على غزة وعلى بقية المنطقة، والحرب فيها لم تنته بعد، ولكنّ البعض اعتبر أنّها بحكم المنتهية ولصالح دولة الاحتلال بسبب الجرائم والانتهاكات والمجازر اليومية التي ترتكبها قيادة وحكومة الاحتلال يومياً في غزة أو في الضفّة الغربية أو حتى في لبنان وسوريا واليمن، ويدعو هذا البعض إلى وقف هذه المجازر عبر الدعوة إلى إحلال السلام، وهي في جوهر الحقيقة دعوة إلى الاستسلام والتسليم بالأمر الواقع وليس السلام الحقيقي الذي يفضي إلى الحلّ الحقيقي الذي يعطي لكلّ ذي حقّ حقّه، ويرسي الاستقرار الحقيقي لا الهُدَن الهشّة التي سرعان ما تسقط عند أول اختبار. مطلع الألفية الحالية وفي القمّة العربية التي انعقدت في بيروت في العام 2002م تقدّم العرب بمبادرة لإحلال السلام (التسوية) مع دولة الاحتلال، قامت على أساس الأرض مقابل السلام، غير أنّ دولة الاحتلال رفضت وما زالت ترفض هذه المبادرة وكلّ المبادرات الأخرى المماثلة، وما زالت تمضي في سياساتها وخططها لتفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من أهلها، والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم، وتوطين المهاجرين الصهاينة مكانهم فيها؛ وقد كشفت الحرب الأخيرة بوضوح عن هذه الخطط والبرامج، سواء في تصريحات المسؤوليين في دولة الاحتلال، أو في ممارسات جيشها. آخر فصول رفض مبادرات السلام والتسوية من قبل دولة الاحتلال تمثّل في منعها الوفد الوزاري العربي (أربعة وزراء عرب) من الوصول إلى رام الله حيث مقرّ السلطة الوطنية الفلسطينية للقاء رئيسها محمود عبّاس، وقد اضطُر الوزراء لعقد لقاء مع عبّاس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. لقد قالت دولة وحكومة الاحتلال بصريح العبارة للوزراء وللعرب ولكل العالم إنّها لا تريد السلام لأنّها تقوم وتحيى على الحرب والعدوان. ثمّ إنّ التجربة خلال أربعة عقود أو أكثر من السلام والتسوية مع الاحتلال، والذي بدأته مصر في أواخر سبعينات القرن الماضي، والتحقت به كلّ من السلطة الفلسطينية والأردن في تسعينات القرن الماضي، هل أفضى إلى استقرار حقيقي وإلى هدوء وعلاقات جيّدة وطيّبة؟! هل تركت دولة الاحتلال للأردن مثلاً إدارة الأوقاف والمقدسات الشريفة في القدس وهو المسؤول عنها؟ هل سمحت للسلطة الفلسطينية بالقيام بدورها لتتحوّل إلى دولة فلسطينية كما نصّت الاتفاقات على ذلك؟ هل أوقفت الاستيطان في الأراضي الخاضعة كلّياً لسيادة السلطة الفلسطينية؟ كل ذلك لم يحصل، بل على العكس من ذلك، فقد أطلقت العنان للاستيطان، ومضت في خططها لناحية هدم المسجد الأقصى ومزاعم إقامة الهيكل مكانه غير آبهة لا بالسلطة الفلسطينية ولا بالدولة الأردنية، بل رفعت شعار "يهودية الدولة" بهدف ترحيل فلسطيني الأراضي المحتلة عام 1948 أو ما يُعرف بـ "عرب الداخل" من أراضيهم؛ فعن أي سلام يتمّ الحديث وهذه البرامج والخطط تمضي بهذا الشكل الواضح؟! في لبنان وبعد الحرب الأخيرة ونتائجها برز من جديد الحديث عن السلام مع دولة الاحتلال كجزء من صناعة السلام في المنطقة، هو مشروع تقول الإدارة الأمريكية الحالية إنّها تعمل عليه وتريد إقراره وفرضه على شعوب المنطقة وحكوماتها، غير أنّه يبدو أنّ مشروع السلام هذا سيكون على حساب العرب ودولهم ليكرّس قيادة وزعامة دولة الاحتلال للمنطقة بالقوة والعنف وكجزء من نتائج الحرب الأخيرة، مع أنّ هذه الحرب لم تنته بعد كما ورد في مطلع المقال. السلام الحقيقي هو مطلب كلّ مواطن عربي، ولكنّ الاستسلام والانقياد للشروط والخطط التي تعمل عليها دولة الاحتلال وداعميها لا يمتّ إلى السلام الحقيقي بصلة، ولذلك فإنّ استعجال السلام حتى لو كان استسلاماً سيجعل شعوب المنطقة، خاصة الأجيال القادمة، تدفع أثماناً باهظة وأكبر بكثير مما ندفعه اليوم في ظلّ حالة اللاستقرار القائمة بين العرب ودولة الاحتلال، ولذلك لا تستعجلوا السلام لأنّ دولة الاحتلال لا تريده، ولا تتخلّوا عن أدوات إقامته وتحقيقه لأنّ ما ينتظركم حينها أكبر بكثير. د. وائل نجم
في الجولة الأخيرة من الإنتخابات البلدية في بيروت والبقاع برز موضوع الديموغرافية الضاغط في موازين الخارطة [...]
جرت المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان ، وتشكلت الحصيلة السياسية التي سعت اليها [...]
في خارطة الإنقسامات اللبنانية ، يبدو المشهد محيرا وملتبسا في كثير من الأحيان . حيث يلاحظ أن التعارض والإختلاف [...]
بخطى متثاقلة يسير الحكم اللبناني المطوق بالأزمات المتنوعة ، ويسعى من أجل إثبات قدرته على إنتشال البلد [...]
تكثفت في الأسبوع الأخير تحركات أركان الحكم اللبناني المتجهة نحو العمق العربي ، فكانت محطة الرئيس جوزيف [...]