العدد 1627 /28-8-2024
بسام غنوم

بعد مايقارب الشهر تقريبا على عملية اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر ، قام حزب الله فجر يوم الأحد الماضي بعملية عسكرية ردا على اغتيال شكر استهدف فيها بالصواريخ والمسيرات اهدافا عسكرية في الجولان المحتل وقاعدة عسكرية استخبارية اسرائيلية على اطراف تل ابيب ، وحول طبيعة الرد الذي حصل، أعلن السيد حسن نصرالله ، "أننا قررنا أن يكون الهدف عسكريًا وليس مدنيًا أو بنية تحتية.. وأن يكون الهدف له ارتباط بعملية اغتيال السيد شكر".

لكنه أشار أيضا إلى أنّه "إذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية فإن عملية الرد تكون تمت وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد"، موضحًا أنّ "في المرحلة الحالية لبنان يمكنه أن يرتاح"، مشددًا على أنّه "مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات لن نتخلى عن غزة".

ولقد اثارت عملية الرد على اغتيال فؤاد شكر ، وطبيعة هذا الرد الكثير من التساؤولات وردود الافعال سواء من قبل القوى والشخصيات المؤيدة للمقاومة اومن تلك التي تعادي المقاومة او اي عمل عسكري سواء من لبنان او من خارج لبنان ويستهدف العدو الاسرائيلي.

واذا كان من الطبيعي ان تختلف ردود الفعل على العملية العسكرية التي قام بها حزب الله ردا على اغنتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر ، فإنه من غير الطبيعي ان تأخذ ردود الفعل طابع السخرية والاستهزاء من رد حزب الله.

وهنا نسأل الاسئلة التالية :

هل من اعتبر رد حزب الله على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر غير ذات جدوى ولا تتناسب مع المواقف التي اطلقها حزب الله بعد عملية الاغتيال ، يريد ردا مزلزلا يدخل لبنان والمنطقة في دائرة النار التي يريدها نتن ياهو ، ام هو يريد فقط مجرد الاساءة للمقاومة في لبنان سواء كان رد حزب الله كبيرا او كما يراه البعض بأنه اقل من المتوقع ؟

البعض في لبنان والمنطقة يطالب حزب الله وقوى المقاومة بعدم اسناد ودعم المقاومة في غزة ، لأن ذلك حسب رأيهم ليس في مصلحة لبنان واللبنانيين ، وقد يؤدي الى ادخال لبنان في معركة مع اسرائيل لايمكن تحمل نتائجها . فهل نسي هؤلاء ان من يعتدي على لبنان يوميا وينتهك حرمة مجاله الجوي منذ قبل معركة طوفان الأقصى هو العدو الاسرائيلي ؟

المقاومة في لبنان اعلنت دعمها واسنادها للمقاومة في غزة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من شهر اكتوبر الماضي ، وهذا الدعم والاسناد ادى الى سقوط مئات الشهداء من قوى المقاومة في لبنان، فهل يريد هؤلاء لبنان بلدا مقاوما للعدو الاسرائيلي ام يريدونه مثل باقي الدول العربية التي تدعم اسرائيل في حربها على أهلنا في غزة ؟

المعركة مع العدو الاسرائيلي مازالت مفتوحة على مصراعيها في غزة والمنطقة ، وفشل مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة بسبب تعنت نتن ياهو ، ودعم اميركا لاسرائيل في مواقفها و بصفقات السلاح والطائرات ، وحشود البوارج وحاملات الطائرات ، يدفعنا للتساؤل عن خلفيات المواقف التي تطعن قوى المقاومة في الظهر سواء في لبنان او في فلسطين ؟

بالخلاصة يمكن القول المعركة مع العدو الصهيوني لم تنته بعد ، ودعم واسناد المقاومة في لبنان وفلسطين واجب في ظل الأجرام والتعنت الاسرائيلي بحق أهلنا في غزة ، وفي مواجهة الدعم الاميركي والاوروبي والعربي غير المسبوق للعدوان الاسرائيلي على غزة . فهل نكون سندا ودعما للمقاومة في غزة ولبنان ام نطعن المقاومة في الظهر كما هو حال الكثير من دول العرب والمسلمين ؟

بسام غنوم