العدد 1687 /29-10-2025	
                        
                            بسام غنوم
                        	 
                            
							
                            
تعيش الساحة اللبنانية
منذ فترة على وقع التهديدات الاسرائيلية للبنان ، والتي تتزامن مع غارات إسرائيلية
على ما تدعي إسرائيل انه مواقع لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع ، وتترافق هذه
الغارات مع عمليات إغتيال يومية لكوادر من حزب الله خصوصا في جنوب لبنان ، بحجة أن
حزب الله يعيد بناء قواته في الجنوب استعددا لمواجهة محتملة مع إسرائيل.
وتترافق هذه التهديدات
الاسرائيلية للبنان مع أخبار عن ضربة قريبة لمناطق تواجد حزب الله في لبنان تشمل
الجنوب والضاحية والبقاع ، وحتى بعض المنشآت الرسمية في بيروت مثل المطار والمرفأ
وغيرهم من المراكز الحساسة في لبنان.
والتهديدات بعملية عسكرية
إسرائيلية في لبنان بالاسابيع القادمة ، لا تأتي من قادة العدو الاسرائيلي فقط ،
وآخرها ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ «إسرائيل لا تحتاج إلى إذن من أحد لضرب أهداف في غزة أو لبنان، على رغم من موافقتها على الهدنة الأخيرة» ، وهو ما أكده
أيضا وزير الدفاع يسرائيل كاتس خلال جولة على الحدود مع الموفدة الأميركية مورغان
اورتاغوس، الذي هدّد أمامها بـ«استمرار الهجمات على لبنان، واتخاذ كافة الإجراءات
لضمان أمن سكان الشمال والحدود».
بل هي أيضا من الدول
العربية الفاعلة ، وفي إشارة لافتة إلى جدية التهديدات الاسرائيلية للبنان قام رئيس
المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، بزيارة رسمية إلى لبنان ، التقي خلالها
الرؤساء الثلاثة، في إطار جولة إقليمية تتزامن مع تصاعد الاتصالات الدولية حول
الوضع في لبنان والجنوب.
ونُقل عن مصادر سياسية
لبنانية، أنّ هذه الزيارة المصرية «لافتة من حيث هوية الزائر»، إذ يُعدّ اللواء
رشاد من الشخصيات الأمنية الرفيعة في مصر، ومن المقرر أن ينقل مضامين الرسائل
الدولية والعربية الموجّهة إلى لبنان في شأن التطورات الأخيرة، ولا سيما منها تلك
المتصلة بالحدود الجنوبية واستمرار التصعيد الإسرائيلي.
في ظل هذه التطورات
السياسية والأمنية يطرح السؤال التالي : هل لبنان على موعد قريب مع حرب إسرائيلية
جديدة في الأسابيع القادمة ؟
من السابق لأوانه التأكيد
بإحتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية جديدة للبنان بحجة تدمير ما تبقى من
قدرات حزب الله العسكرية في الجنوب والبقاع والضاحية ، رغم أن هذه التهديدات
للبنان قد فعلت فعلها على الصعيدين السياسي والشعبي .
فعلى الصعيد السياسي
تتكثف اللقاءات التي يجريها المسؤولون اللبنانيون مع الموفدون الدوليون والعرب من
أجل تفادي ضربة عسكرية إسرائيلية للبنان ، وتشهد الساحة اللبنانية حركة كثيفة
للموفدين الدوليين مثل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والتي سيتبعها زيارة في
أول الشهر القادم زيارة أخرى للموفد الأميركي توم براك ، و أيضا زيارة رئيس
المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد للبنان والموفد السعودي يزيد بن فرحان، وكل هذه
الزيارات تؤكد على ضرورة تحرك الحكومة اللبنانية بفاعلية من أجل تطبيق قرار سحب
سلاح حزب الله الذي تتلكأ الحكومة بالقيام به لإعتبارات سياسية وحسابات داخلية ،
وهو ما دفع المجتمع الدولي والدول العربية للتحرك من أجل تنفيذ الحكومة اللبنانية
قرار سحب سلاح حزب الله.
هذا الوضع السياسي الحساس
يضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي أولا ، ومع الدول العربية الفاعلة التي
ترفض مساعدة لبنان في حال عجزت الدولة عن سحب سلاح حزب الله ثانيا ، ويسمح في
الوقت نفسه للعدو الاسرائيلي بالتحرك عسكريا في حال قرر القيام بضربة عسكرية
للبنان ثالثا، وتؤكد حركة الموفدين الدوليين للبنان أن التهديدات الاسرائيلية جدية
ووشيكة وقد تكون مفاجئة وأقرب من التوقعات التي تتحدث عن إحتمال قيام إسرائيل
بتوجيه ضربة للبنان في الأسابيع القادمة .
فالعدو الإسرائيلي لا
يأمن جانبه ، وهو على عادته لا يلتزم بالعهود والاتفاقات ، وتسود حالة من الخوف
على الصعيد الشعبي من إحتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة مفاجئة للبنان ، ولذلك قام الكثير من سكان القرى الجنوبية
والضاحية الجنوبية لبيروت ، بتأمين مساكن بديلة خارج الجنوب والضاحية خوفا من
عدوان إسرائيلي مفاجئ على لبنان.
يبقى أمل وحيد يمنع
إستهداف لبنان بضربة من العدو الإسرائيلي في الفترة القادمة ، وهو نجاح المساعي
الدولية والعربية في إقناع المسؤولين اللبنانيين وخصوصا الثنائي الشيعي ، بأن
لبنان في خطر جدي ومن الضروري تطبيق قرار الحكومة بسحب سلاح حزب الله ، لأنه في
حال لم يتم ذلك سيجد لبنان نفسه أمام خيارات صعبة قد يكون قرار سحب السلاح أهونها
.
بسام غنوم