العدد 1618 /26-6-2024
بسام غنوم
تعيش الساحة اللبنانية
على وقع التهديدات الاسرائيلية بشن حرب واسعة على لبنان تشمل مختلف المناطق
اللبنانية بما فيها العاصمة بيروت.
وقد شهدت الايام الاخيرة
حركة دبلوماسية وسياسية كبيرة من اجل منع وقوع حرب بين لبنان والعدو الاسرائيلي ،
وقام موفد الرئيس الاميركي آموس هوكشتاين بسلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين
شملت الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري بهدف اقناع حزب الله بالتوقف عن مهاجمة قوات
الاحتلال الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة ، بل واكثر من ذلك طلب هوكشتاين من
الرئيس بري ان يعمل حزب الله على اقناع حركة حماس بقبول مشروع وقف اطلاق النار في
غزة الذي اقترحة الرئيس الاميركي جو بايدن.
وشملت جولة هوكشتاين ايضا
فلسطين المحتلة حيث التقى رئيس وزراء العدو نتن ياهو وجرى التباحث في موضوع الوضع
القائم في شمال فلسطين المحتلة وكذلك في طبيعة التهديدات الاسرائيلية للبنان بعد
اعلان رئاسة الاركان في الجيش الاسرائيلي عند استكمال وضع الخطط العسكرية لغزو
لبنان ، وان الجيش الاسرائيلي في انتظار القرار السياسي من اجل التحرك على الجبهة
اللبنانية.
في المقابل كان هناك
سلسلة مواقف للمقاومة في لبنان حيث اعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن
جهوزية المقاومة ليس فقط للرد على اي عدوان او مغامرة اسرائيلية على لبنان، بل اكد
حتى احتمال قيام قوات المقاومة بعملية اجتياح
لمناطق واسعة من شمال فلسطين المحتلة في حال نشوب حرب مع العدو الاسرائيلي ، وتلى
مواقف السيد نصر الله والتي جاءت ردا على التهديدات الاميركية والاسرائيلية للبنان
، نشر صور للمواقع والمراكز الاسرائيلية الحساسة في شمال فلسطين وحتى في مدينة
حيفا ، وبعد ايام قليلة تم نشر صور واحداثيات لمطار بن غورين وحقول النفط ومصانع
الاسلحة الاسرائيلية وغيرها من المواقع الحساسة وذلك عبر مجموعة من الطائرات
المسيرة التي عجز العدو الاسرائيلي عن كشفها .
هذا الوضع خلق حالة من
الخوف في مختلف الاوساط السياسية والدولية التي سارعت الى التحرك بهدف منع انفجار
الوضع بين لبنان والعدو الاسرائيلي ، وقال ممثل السياسة
الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، انّ «خطر نشوب نزاع يشمل «حزب الله»
أمر حقيقي ومن شأنه أن يؤثر بشكل خطير على المنطقة وخارجها» ، وأضاف "هناك
خطر كبير كل يوم من امتداد حرب غزة إلى لبنان".
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل يشهد لبنان حربا
اسرائيلية في شهر تموز القادم ؟
كل المؤشرات العسكرية على الجبهات في جنوب لبنان
وشمال فلسطين المحتلة تقول ان الاستعدادات العسكرية لحزب الله وقوى المقاومة في
لبنان وكذلك للعدو الصهيوني قد اكتملت للمواجهة في حال اتخذ قرار بذلك من قبل نتن
ياهو الذي يبدو ان يريد ان يقامر بمصير المنطقة ككل من اجل حماية مستقبله السياسي
، ولذلك هناك سعي محموم من قبل مختلف الاطراف من اجل لجم جنون نتن ياهو ووزراءه بن
غفير وسموتريتش سواء من قبل الادارة الاميركية او من الاتحاد الاوروبي ، وفي موقف
لافت رجح رئيس الأركان المشتركة الأميركية تشارلز براون، أن "بلاده قد لا
تتمكن من مساعدة إسرائيل في حال انخرطت بحرب واسعة مع "حزب الله"
اللبناني، حفاظا على القوات الأميركية في المنطقة".
ونقلت "أسوشيتد برس" عن براون أن
"الولايات المتحدة لن تكون على الأرجح قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن
نفسها ضد حرب أوسع نطاقا مع حزب الله اللبناني" ، وأكد أنه "في حال نشوب
صراع بين إسرائيل و"حزب الله" فإن إيران ستقدم دعما واسعا
لـ"الحزب"، الأمر الذي من شأنه إثارة صراع أكبر يمكن أن يشكل تهديدا
لوجود القوات الأميركية في المنطقة".
وفي إطار الحراك الدولي للجم الخيارات العسكرية
ايضا، تبدأ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في الأيام المقبلة جولة في
المنطقة تشمل لبنان، هي الثانية منذ ان بدأ العدوان على غزة وجنوب لبنان مطلع
تشرين الأول العام الماضي، وقالت "سأتوجه إلى لبنان فالوضع على الحدود مع
إسرائيل "أكثر من مقلق".
وهذه المواقف الاميركية والاوروبية للجم جنون نتن
ياهو وفريقه الوزاري رغم اهميتها الا انها ليست كافية ولا يمكن الركون اليها ، وما
يجري في غزة من اجرام صهيوني بحق االمدنيين من اهالي غزة ، سواء لناحية القتل
العشوائي لعشرات الآلاف من المدنيين الابرياء وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد
وكل ما يمت الى الحياة بصلة بغطاء اميركي واوروبي مكشوف لايجعلنا نطمئن ولو للحظة
الى المواقف الاميركية والاوروبية المنحازة للعدو الاسرائيلي ، وما تشهده مدينة
رفح حاليا من أجرام صهيوني رغم كل التحذيرات الاميركية والاوروبية والدولية من
اجتياح رفح اكبر دليل على عقم وكذب المواقف الاميركية والاوروبية ، ولذلك كان
لافتا تأكيد قائد القوات البرية بالجيش الإيراني كيومرث حيدري، أن "محور
المقاومة لن يبقى صامتا أمام أي هجوم إسرائيلي على حزب الله ولبنان".
بالخلاصة يمكن القول المنطقة على كف عفريت
واحتمالات الحرب والسلم متساوية حتى الآن ، لكن في ظل وجود حكومة اسرائيلية متطرفة
برئاسة نتن ياهو وعضوية بن غفير وسموتريتش لايمكن ابدا الاطمئنان الى الجهود
الدولية لمنع الحرب ، فهل نشهد صيفا حارا ام تبقى الامور على حالها ؟
بسام غنوم