العدد 1546 /18-1-2023
قاسم قصير
تتحدث العديد من الأوساط الدبلوماسية
والسياسية والامنية قي بيروت عن مخاوف جدية حول التطورات اللبنانية ، وذلك بسبب
التصعيد في المواقف السياسية من الانتخابات الرئاسية وانعدام فرص الحوار الداخلي ،
وكذلك في ظل انتشار الاحداث الامنية المتفرقة بين المناطق اللبنانية وتصاعد
التهديدات المتبادلة والدعوات لاعتماد الامن الذاتي والحملات المستمرة على الاجهزة
القضائية والامنية ، إضافة لاستمرار تدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية
والاجتماعية وانتشار السرقات والاعتداءات على المواطنين.
فالى اين تتجه الاوضاع السياسية والامنية والمعيشية في لبنان في الاسابيع
المقبلة؟ وهل تنجح محاولات الانقاذ ، سواء عبر العودة الى طاولة الحوار او الاسراع
باجراء الانتخابات الرئاسية اوالوصول الى تسوية كاملة؟
المخاوف الدبلوماسية والامنية والمعيشية
بداية ما هي اسباب ومصادر المخاوف الدبلوماسية والامنية والاجتماعية؟
تتحدث الاوساط الدبلوماسية والامنية والسياسية عن العديد من الاسباب التي
تؤدي الى انتشار المخاوف من تدهور الاوضاع في لبنان في الاسابيع المقبلة ، ومن هذه
الاسباب :
اولا : عدم الوصول الى حلول للازمة السياسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية
وغياب الحوار الداخلي ، مما يفتح الباب امام المزيد من التصعيد السياسي والاعلامي
والسجالات التي تساهم في توتر الاوضاع .
ثانيا : الاحداث الامنية المتنقلة بين مختلف المناطق ، ومنها يعود لاسباب
اجتماعية او معيشية ، وبعضها مرتبط بالخلافات والسجالات السياسية والقضائية ،
وهناك مخاوف من دخول اجهزة مخابراتية وخارجية على الخط لتوتير الاجواء .
ثالثا : بروز خطابات تحريضية تدعو الى الفوضى الامنية وتبرير الامن الذاتي
، بحجة الدفاع عن بعض المناطق او في مواجهة بعض القوى الحزبية والسياسية.
رابعا : التشكيك المستمر بدور الاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية ،
واعتبارها من قبل البعض غير مؤهلة لتحقيق الامن والاستقرار في ظل ما تعانيه هذه
الاجهزة والمؤسسات من ضغوط مالية ومعيشية.
خامسا: استمرار تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وما تتعرض
له القطاعات التربوية والصحية من ضغوط تؤدي الى توقفها عن العمل .
سادسا: زيادة الاحداث الامنية الناتجة عن الاوضاع المعيشية من سرقات
واعتداءات وعمليات خطف.
كل هذه المؤشرات تؤكد المخاوف من تدهور الاوضاع في لبنان في الاسابيع
المقبلة في حال لم يتم التوصل الى حلول سياسية واقتصادية والعودة الى طاولة
الحوار.
الحلول بين الداخل والخارج
لكن هل يعني ازدياد المخاوف صعوبة الوصول
الى حلول قريبة ؟ واين اصبحت الجهود الداخلية والخارجية للتوصل الى تسوية شاملة؟.
رغم زيادة المخاوف الدبلوماسية والسياسية
والامنية من تدهور الاوضاع في لبنان وفي ظل انسداد الحوار الداخلي ، فان الجهود
مستمرة داخليا وخارجيا لتهدئة الاوضاع والبحث عن حلول شاملة للازمة .
فعلى الصعيد الداخلي تنشط العديد من الجهات
الحوارية والنقابية وبعض الجهات السياسية للبحث عن حلول للازمة والدعوة للاسراع
بانتخاب رئيس جديد ووقف الخطابات التصعيدية ، لكن هذه الجهود لم تصل الى نتائج
ايجابية حتى الان ، ولذلك هناك توجه لزيادة هذه التحركات في الايام المقبلة ولمنع
تدهور الاوضاع.
واما على الصعيد الخارجي فالمبادرات قليلة ،
وهناك رهان على اللقاء الرباعي الذي قد يعقد قبل اخر شهر كانون الثاني الحالي في
باريس وقد يشارك فيه ممثلون لكل من السعودية وقطر وفرنسا واميركا ، وهناك اتصالات
تجري مع دول اخرى لدعم هذا التحرك على امل ان يجري التوافق على خطة متكاملة
للتسوية في لبنان.
وبين الحراك الداخلي والتحرك الخارجي ، فان
الازمة اللبنانية مستمرة والمخاوف من تدهور الاوضاع سيزداد في حال عدم انتخاب رئيس
جديد للجمهورية والتوافق على رؤية متكاملة للتسوية .
وفي ظل الخوف من تصاعد التوترات في المنطقة
والتهديدات الاسرائيلية وما تقوم به الحكومة الصهيونية الجديدة من اجراءات ضد
الشعب الفلسطيني ، والمخاوف التي تحدث عنهل رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن
جاسم غن امكانية حصول حرب في الخليج ، فان الوضع اللبناني سيكون في حالة قلق كبير
، والحل الوحيد هو الاسراع بانتخاب رئيس جديد قادر على انقاذ الوضع ، والا فان
المرحلة المقبلة ستكون شديدة الحطورة في كافة المجالات .
قاسم
قصير