العدد 1443 /30-12-2020
يبدأ لبنان واللبنانيون العام
الجديد (2021) في ظل إستمرار الأزمات السياسية والأمنية والإقتصادية والمالية
والمعيشية ، وفي ظل إزدياد المخاوف من حصول تطورات عسكرية خطيرة في الاسابيع
الاولى من العام الجديد وقبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب
وقبل تسلم الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن ادارة البيت الابيض .
كما تشير بعض المصادر الاميركية الى احتمال اصدار الادارة الحالية عقوبات
جديدة على شخصيات سياسية لبنانية مما قد يؤدي الى تعقيد المشهد السياسي اللبناني
مستقبلا .
فما هي طبيعة التحديات التي قد يواجهها لبنان في العام الجديد؟ وهل ستكون
هناك المزيد من الأزمات ام قد نشهد بعض الحلول والانفراجات في هذا العام؟
التحديات المستمرة
بداية ما هي أبرز التحديات المستمرة التي قد يواجهها لبنان واللبنانيون
في العام الجديد؟
انتهى العام السابق (2020)
ولبنان يعاني من اوضاع سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية وامنية صعبة، فالجهود
لتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري فشلت ، وتداعيات انفجار المرفأ مستمرة
قضائيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، في حين تستمر الازمة المالية والاقتصادية
الصعبة دون الوصول الى حلول عملية وفي ظل توقف المساعدات الدولية باستثناء بعض
المساعدات الانسانية ، وتستمر الضغوط الدولية والعربية والعقوبات الاميركية باشكال
مختلفة مما يعرقل الحلول الداخلية ، ويضاف الى ذلك الاوضاع الامنية الصعبة وحصول
عدة عمليات اغتيال وقتل وازدياد العنف الاجتماعي ، وتوقف المفاوضات بشأن ترسيم
الحدود مع العدو الصهيوني والمخاوف من حصول توترات جديدة على الحدود.
وتشير العديد من المصادر السياسية والاعلامية والدبلوماسية والامنية في
لبنان : ان هذه التحديات والمخاطر التي يواجهها لبنان واللبنانيون ستستمر مع بداية
العام الجديد (2021) بسبب عدم التوصل الى حلول سياسية وعدم القيام بالاصلاحات
المالية والنقدية المطلوبة ، باستثناء موافقة المجلس النيابي على السرية المصرفية
لمؤسسات الدولة والذي قد يساعد في تنفيذ التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وبقية
المؤسسات .
واما الموضوع الاكثر خطورة والذي قد يواجه لبنان مع بداية العام الجديد
فهو القرار برفع الدعم عن السلع الاساسية والذي قد يؤدي لمخاطر اجتماعية وامنية
كبيرة ، ويضاف لذلك الخوف من حصول تطورات امنية او عسكرية في الاسابيع الاولى من
العام الجديد وقبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
هل من حلول للازمات ؟
لكن هل يمكن ان يشهد العام الجديد حلولا للازمات المتفاقمة ؟ ام سيكون
العام الجديد عام الانهيار والتفكك والتصعيد الشامل؟
حسب العديد من المصادر السياسية
والدبلوماسية في لبنان : فانه في حال لم نشهد تصعيدا امنيا او عسكريا في الاسابيع
الاولى من العام الجديد قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب وفي
حال عدم حصول تصعيد اميركي جديد عبر العقوبات والضغوط المتنوعة ، فان بدء ولاية
الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن قد تشكل مدخلا موضوعيا لاجواء سياسية جديدة اقليميا
ودوليا مما قد يساعد في تخفيف الضغوط على لبنان والبدء في البحث عن حلول لمختلف
المشاكل والازمات .
لكن في مقابل هذه الاجواء التي قد تحمل بعض المؤشرات الايجابية ، فان
هناك مصادر سياسية ودبوماسية وامنية تعبر عن مخاوفها من التطورات القادمة في لبنان
خصوصا اذا تم رفع الدعم عن السلع الاساسية وفي حال لم يحصل لبنان على مساعدات
كبيرة مالية واقتصادية ولم يتم التوافق على الحلول السياسية لمختلف الازمات ، مما
قد يؤدي الى المزيد من التوترات الامنية والاجتماعية والاضطرابات السياسية.
نحن اذن سنكون امام مخاوف جدية من التطورات القادمة داخليا وخارجيا ، وفي
حال لم تتفق الاطراف اللبنانية على حلول سريعة للازمات والقيام باصلاحات حقيقية
مالية ونقدية وسياسية ، فان لبنان قد يتعرض للمزيد من الازمات والتحديات الداخلية
والخارجية والتفكك والانقسام الداخلي وانهيار المؤسسات الامنية والعسكرية مما يعرض
البلاد لمخاطر كبيرة.
والطريق الوحيد لمواجهة كل هذه التحديات يتعلق اساسا بالتوافق الداخلي
على الحلول المطلوبة وتقديم التنازلات من مختلف الاطراف والعودة الى طاولة الحوار
الوطني للاتفاق على مستقبل لبنان وكيفية معالجة الخلافات حول مختلف المواضيع
الداخلية والخارجية.
وفي الخلاصة فان العام الجديد مفتوح على كل الاحتمالات والتوقعات واذا لم
تسارع الاطراف اللبنانية للاتفاق على الحلول السياسية والاقتصادية والمالية فالمخاطر
ستكون كبيرة جدا والخوف على انهيار لبنان سيكون واقعيا جدا كماعبّر الكثير من
المسؤولين الاجانب وفي الداخل وخصوصا المسؤولين الفرنسيين .
قاسم قصير