العدد 1529 /21-9-2022
قاسم قصير

في مواكبة الحراك السياسي والشعبي الذي بدأه النواب التغييريون من اجل اختيار رئيس جمهورية صناعة لبنانية ، بدأت العديد من المؤسسات الفكرية والحوارية ومؤسسات المجتمع المدني في لبنان بإطلاق مبادرات فكرية وحوارية ومجتمعية من اجل تعزيز الوحدة الوطنية والحوار بين اللبنانيين ولوضع اسس عملية لانقاذ لبنان من ازماته المختلفة، كما تسعى هذه المؤسسات من اجل دعم اختيار رئيس لبناني قادر على انقاذ لبنان من ازماته المختلفة ويحمل مشروعا توحيديا.

ومن ضمن المشاريع الحوارية التي انطلقت قبل عدة اشهر :" لقاء من اجل لبنان" والذي يضم شخصيات لبنانية مقيمة ومغتربة ومن اتجاهات متعددة ، وتسعى هذه الشخصيات لبلورة مشروع انقاذي لبناني ودعم الحوار الوطني وتشكيل لوبي لبناني لاختيار رئيس انقاذي.

فما هي تفاصيل هذا المشروع الحواري؟ وما هي خطوات العمل التي بدأها حتى الان ؟ وما هي رؤيته المستقبلية؟

تفاصيل المشروع وخطوات العمل

بداية ماهي تفاصيل هذا المشروع الحواري؟ وما هي خطوات العمل التي بدأها؟

مشروع " لقاء من اجل لبنان " انطلق بمبادرة من عدد من الشخصيات اللبنانية المقيمة او الناشطة في بلاد الاغتراب ، وهو يضم دبلوماسيين واعلاميين واكاديميين وناشطين اجتماعيين ، وقد بدأت اولى الاجتماعات بعد المؤتمر الذي عقد في جامعة الكسليك في شهر اذار الماضي حول رسالة البابا يوحنا بولس الثاني حول لبنان الرسالة والذي كان يهدف لاعادة تعزيز الحوار اللبناني والايمان بلبنان وطنا واحدا لجميع ابنائه .

وقد عقدت هذه الشخصيات اللبنانية عدة اجتماعات خلال الاشهر الماضية ووضعت اسسا عامة لتحركها واليات العمل وخارطة طريق للمرحلة المقبلة.

وقد عقدت اولى الورش الحوارية حول هذا المشروع في 13 اب الماضي في مركز لقاء الحواري في الربوة قرب انطلياس ، وقد شارك في الورشة حوالي اربعين شخصية فكرية وسياسية واكاديمية وتربوية ، وجرت خلاله مناقشة اسباب الازمات السياسية في لبنان واليات مواجهة هذه الازمات ، كما جرى تقديم العديد من الافكار في كيفية معالجة الازمات واعادة توحيد اللبنانيين ومواجهة ثقافة الانقسام ، وجرى الاتفاق على ضرورة مواصلة العمل في المرحلة المقبلة ومواكبة التحركات والانشطة الاخرى الساعية للحوار بين اللبنانيين واختيار رئيس انقاذي ولا سيما حراك النواب التغييريين.

خارطة الطريق والرؤية المستقبلية

لكن ماهي خارطة الطريق التي وضعها مشروع " لقاء من اجل لبنان" ؟ وما هي رؤيته المستقبلية؟

يعتبر المشاركون في تأسيس مشروع " لقاء من اجل لبنان" : ان اللبنانيين اليوم يعيشون ازمات متعددة تعصف بوطنهم وان هذه الازمات خطيرة جدا ولا تقتصر على النظام السياسي والجوانب الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والمالية، بل هي تطال جوهر الكيان ووجوده في ظل الدعوات للتقسيم والمخاوف على الوضع الديمغرافي والخلافات العميقة بين اللبنانيين حول مختلف القضايا ، ولذا لا بد من العودة الى الحوار الوطني الداخلي حول مختلف القضايا ووضع رؤية مستقبلية انقاذية تواكب التطورات والمتغيرات الحاصلة داخليا وخارجيا.

ومن اجل التوصل الى رؤية انقاذية مشتركة ، وضع المشرفون على " لقاء من اجل لبنان " خطة عمل ترتكز على النقاط التالية.

اولا : عقد لقاءات حوارية في مختلف المناطق اللبنانية من اجل الاستماع الى وجهة نظر اللبنانيين ومعرفة ارائهم من مختلف التطورات واعادة تعزيز ثقافة الحوار ورفض كل المشاريع التقسيمية.

ثانيا : تشكيل فريق عمل من مختلف الاختصاصات قادر على وضع برنامج عمل انقاذي ويستفيد مما يقدم من افكار واقتراحات في اللقاءات المناطقية ، والعمل للتواصل مع مختلف الجهات السياسية والحزبية والكتل النيابية لدراسة هذه الافكار ووضع اليات للتنفيذ ، على ان يتم التعاون بشكل اساسي مع نواب التغيير مع الاستعداد للحوار مع جميع الاطراف دون استثناء.

ثالثا : عقد مؤتمر وطني شامل يضم معظم المؤسسات الفكرية والحوار ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات ويهدف لتبني مشروع الانقاذ وتشكيل لوبي لبناني من اجل الاسراع بانتخاب رئيس انقاذي وتطبيق المشروع الانقاذي .

وقد بدأت الخطوات العملية في هذا الاطار وجرت اتصالات مع العديد من الهيئات والشخصيات لتطبيق خارطة الطريق ، وهذا النشاط يتلاقى بشكل غير مباشر مع حراك النواب التغييريين والمبادرات الحوارية والوطنية الاخرى.

فهل ستنجح هذه المبادرات الحوارية والوطنية او سنظل ننتظر الحلول من الخارج؟

قاسم قصير