العدد 1662 /7-5-2025

في ظل استمرار التصعيد الاسرائيلي في لبنان والمنطقة لا تزال بعض القوى اللبنانية تتطرح الدعوة لمناقشة سلاح حزب الله او المقاومة او الاستراتيجية الدفاعية او استراتيجية الامن القومي او الوطني ، وقد عقدت يوم الخميس في السابع عشر من شهر نيسان جلسة خاصة لمجلس الوزراء تحت هذا العنوان ، كما ان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون اطلق العديد من المواقف والتصريحات حول مستقبل السلاح والحوار مع حزب الله.

وبالمقابل اطلق المسؤولون في حزب الله مواقف هامة حول هذا الموضوع وحدد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عدة شروط قبل البدء بمناقشة دور السلاح ، وكرر تلك الشروط رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد خلال مقابلة له مؤخرا ، وكان نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب الحاج محمود قماطي اعلن ان اليد التي ستمتد على السلاح ستقطع لكنه اكد دعم الحزب للحوار مع رئيس الجمهورية وحول الاستراتيجية الدفاعية ، وقال النائب الدكتور حسن فضل الله انه لا يمكن مناقشة الاستراتيجية الدفاعية او مستقبل السلاح قبل وقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب العدو من الأراضي اللبنانية المحتلة.

واما مواقف قادة القوات اللبنانية وبعض النواب والقوى السياسية والحزبية فهم يدعون لتحديد مهلة محددة لنزع او تسليم السلاح لا تتجاوز الستة اشهر ويرفضون الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.

وعلى الصعيد الخارجي تزداد الضغوط على لبنان لنزع السلاح والتهديدات بعدم السماح باعادة الاعمار وكذلك باحتمال عودة العدو الإسرائيلي لشن حرب جديدة على لبنان اذا لم يتم نزع السلاح في كل لبنان خلال فترة محددة وهذا ما يرفضه المسؤولون اللبنانيون.

ومن اجل المساهمة في هذا الحوار لا بد من وضع النقاط التالية:

اولا : يجب ان يكون الحوار حول كيفية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات الإسرائيلية والانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية ودور الجيش اللبناني ودور المقاومة وليس تحت عنوان نزع السلاح او تسليم السلاح.

ثانيا : اذا كان هناك موقف لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والحكومة بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية لكن يجب الاجابة عن سؤال مهم وهو انه في حال عجز الدولة او الجيش اللبناني عن حماية الوطن وابناء الوطن ماذا نفعل ؟

ثالثا : في حال تم التوافق على تسليم السلاح للجيش اللبناني او وضعه تحت سلطة الحكومة اللبنانية ما هو مصير سلاح المقاومة وهل سيستخدم لمواجهة العدو الإسرائيلي او سيتم تلفه وتدميره كما يحصل حاليا في جنوب الليطاني ؟

رابعا : ما هو مستقبل عشرات الاف المقاومين المنضوين حاليا في اطار المقاومة الاسلامية والسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ، واذا كان رئيس الجمهورية يرفض ان يتحولوا الى قوة داعمة مثل الحشد الشعبي ويدعوهم للانتساب الى الجيش اللبناني كافراد ، فما هي قدرات الجيش لاستيعاب هؤلاء وما هو دور المقاومة وماذا نفعل بالقدرات المميزة لهؤلاء ؟.

خامسا: في حال شن العدو الإسرائيلي حربا جديده على لبنان كيف نواجه هذه الحرب وهل نتكل على المنظمات الدولية واللجنة الدولية وهل ينفع ذلك ؟

سادسا: ما هي خطة الدولة لإعادة اعمار الجنوب والمناطق المدمرة وماذا اذا اصر العدو الإسرائيلي على منع اعادة الاعمار وكيف نواجه ذلك ؟

هذه بعض الاسئلة والملاحظات على امل الاستفادة منها في اي حوار او نقاش والابتعاد عن الخطابات والمواقف الاستفزازية، خصوصا اننا نشهد تصعيديا كبيرا من قبل العدو الاسرائيلي في لبنان وفلسطين واليمن وسوريا وضد ايران وقد تتجه المنطقة الى حرب اقليمية كبيرة في المرحلة المقبلة.

ولا بد من الاشارة اخيرا ان هناك مجموعات وطنية شكلت لبحث الموضوع يمكن الاستفادة منها كما ان هناك دراسات وابحاث عديدة في هذا المجال .

فهل نبتعد عن المواقف التصعيدية والاستفزازية او نذهب الى حوار وطني حقيقي من اجل حماية لبنان ومواجهة التصعيد العسكري الاسرائيلي ؟

قاسم قصير