العدد 1652 /19-2-2025
حسان قطب
منذ سنوات والاصوات ترتفع مطالبة بتأهيل مطار القليعات
العسكري، (مطار رينيه معوض).. ليكون مطاراً مدنياً يخفف الضغط عن مطار رفيق
الحريري الدولي في بيروت، كما يؤمن الخدمة لشريحة واسعة من اللبنانيين من كسروان
وصولا الى عكار وشمال البقاع اللبناني، وقد يستفيد منه ايضاً شمال شرق سوريا، من
مدينة حمص وريفها الى مدينة حماة وريفها.. وقد سبق وان تم استخدام مطار القليعات
لرحلات داخلية بين مطاري القليعات وبيروت..
وما يعزز المطالبة بتأهيل مطار القليعات هو ما يتعرض له
المواطن اللبناني وقطاع السياحة والاغتراب من مضايقات واعتداءات واستقواء كلما
تعرض مطار الحريري الدولي لقطع طريق او تعطيل حركة السفر من قبل جمهور يتم توجيهه
ليقوم بهذه الافعال للدلالة على امساكه بمفاصل المطار بحيث يفتح هذا المرفق الهام
والاساسي لحركة المرور او يقوم بتعطيلها تحت عناوين واسباب ودوافع مختلفة..
كذلك فإن من المعلوم أنن مطار الحريري الدولي، في بيروت،
اصبح بحاجة ماسة لتوسعة مناسبة لاستيعاب
حركة الطيران المتزايدة، الى جانب اعداد المسافرين التي تتضخم يوماً بعد يوم..
وهذا ايضاً يطرح سؤالا مهماً.. كيف يمكن توسيع مرافق المطار..واين هي الاراضي
المتاحة في محيط المطار للقيام بالتوسعة المطلوبة مع شبكات البناء غير الشرعية
التي تحيط به والفوضى التي راكمتها ميليشيات الامر الواقع من تسهيل وفرض اقامة
ابنية غير شرعية وبارتفاعات متعددة غير مقبولة وتشكل خطر بالغ على حركة الطيران
حول مدارج ومباني المطار .. كذلك من الملاحظ انه منذ مدة وكل المغادرين والقادمين
عبر مطار بيروت الدولي (مطار رفيق الحريري الدولي)، يعانون من زحمة خانقة، تعيق
الدخول والخروج، وبالتالي تسريع الخدمات سواء بالنسبة للمواطنين او السائحين...
طبعاً..الحديث عن ضرورة التوسعة يفرض طرح مبدا التعويض
ودفع اموال طائلة لمن احتل ارضاً وقام ببناء مخالف غير ششرعي، في محيط المطار
وحوله.. مما يزيد من كلفة التوسعة ويجعل منها امراً مرهقاً مالياً لوطن هو اصلاً
غارق في الديون الداخلية والخارجية.. والحل الذي طرحته ادارة المطار وجهاز الامن
العام لمعالجة ازمة الزحمة الخانقة تقضي بالوصول قبل ثلاث ساعات من موعد السفر الى
حرم المطار، لاجراء المعاملات اللازمة للمغادرة.. وهذا يعني ان القادم من منطقة
عكار وشمال لبنان والقادم من شمال البقاع ومنطقة الهرمل وبعلبك وغيرها من المناطق
البعيدة عليه المسير باتجاه مطار بيروت قبل ستة ساعات على الاقل، إذ يلزمه ثلاث
ساعات للوصول الى حرم المطار مع ازمة السير الخانقة على طرقات لبنان.. وذلك حتى
يتجنب اية مفاجأت قد تؤخر وصوله وبالتالي حرمانه من امكانية السفر اذا ما تاخر عن
موعد رحلته... لذلك فإن الحل الطبيعي والمنطقي والاقل كلفة على خزينة الدولة اللبناية
هو المبادرة لفتح مطارالقليعات ..(مطار الرئيس رينيه معوض) والعمل على توسعته
باعتبار انه لا توجد مشاكل بناء مخالف او اراضي عليها ابنية محيطة به.. وتشغيل
مطار القليعات يؤدي الى التالي:
- تامين
فرص عمل لجمهور واسع من اللبنانيين حوالي في كافة المرافق النقل والبناء والتوظيف
وغيره سواء في المطار او في محيطه.
- انعاش
اقتصادي لمنطقة الشمال عموماً التي تعاني من حصار مدمر منذ عقود خلال عهد الوصاية
السوري، والان مع مواقف التشنج والعداء التي يعلن عنها محور التعطيل..
- توفير
الوقت والمال على المواطن للبناني المقيم في الشمال وجزء كبير من المواطنين
المقيمين في شمال محافظة جبل لبنان..والبقاع من وسطه الى شماله..
- يصبح
بإمكان المواطن اللبناني او المغترب او حتى السائح ان يختار الوجهة التي يريدها
عند حضوره الى لبنان من خلال الهبوط او السفر من والى مطار بيروت او القليعات..؟؟؟
- تخفيف
ضغط السير عن شبكات الطرق المتهالكة في لبنان بالنسبة للقادمين الى بيروت بهدف
السفر او القادمين عبر مطارها..
ويبدو من الواضح ان رفض قوى الامر الواقع، لافتتاح مطار
القليعات امام الطيران الدولي هو لابقاء لبنان والمواطن اللبناني رهينة بيد غوغاء
السياسة من السياسيين واللاعبين الاقليميين، الذين يريدون التحكم بمستقبل لبنان
وحركته والتهويل والتلميح بقطع طريق المطار لحظة يشاؤون ويريدون ويرغبون لتوجيه
رسائل او اطلاق مواقف عابرة للحدود، وآخرون يرون ان رفض فتح المطار في الشمال يعود
الى ان بعض القوى السياسية النافذة والحاكمة لن يعود لديها القدرة على التحكم
بالتوظيف في مطار القليعات وحتى على مستوى نقل الحقائب وشحن البضائع وكل مسافر
يدرك هذا الواقع المخزي في مطار بيروت .. ومن هو المسؤول عنه..
لذلك المطلوب تشكيل حالة ضغط شعبي وسياسي واعلامي على
السلطة والحكومة في لبنان، وبطلب مساعدة دولية لوجستية اذا لزم الامر، لفتح مطار
القليعات امام حركة الملاحة الدولية والداخلية باسرع فرصة ممكنة لخدمة السياحة
واقتصاد لبنان والمواطن اللبناني وانقاذ سمعة لبنان مما وصلت اليه نتيجة عبث الغوغاء
باستقرار لبنان..الى جانب ان كلفة التشغيل والتوسعة لا توازي كلفة التعويضات التي
ستدفع في محيط مطار بيروت ناهيك عن كلفة التوسعة ذاتها...
حسان القطب