العدد 1629 /11-9-2024
قاسم قصير

لا يزالالتحراك الذي يقوم به النواب الاربعة المستقيلون او المقالون من التيار الوطني الحر ومن تكتل لبنان القوي ( الياس ابو صعب ، الان عون ، سيمون ابو رميا ، ابراهيم كنعان ) محور الاهتمام السياسي والدبلوماسي والاعلامي والشعبي ، ولا تزال ردود الفعل على تحركهم محور الاهتمام سواء داخل التيار او خارجه.

والخطوة الاولى في تحرك النواب الاربعة كانت من خلال زيارة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي على ان تليها خطوات اخرى ، وفي المقابل عمد رئيس التيار جبران باسيل الى توضيح اسباب ما جرى والتاكيد على وحدة التيار وقوته ، وتعرض النواب الاربعة لحملة اعلامية وسياسية من مناصري التيار .

فالى اين يتجه تحرك النواب الاربعة ؟ وما هو المشروع الذي يطرحونه ؟ واي دور سيقومون به؟ وما هي التحديات التي تواجههم؟

المشروع والدور

بداية ما هو المشروع الذي يطرحه النواب الاربعة ؟ واي دور سيقومون به ؟ وما هي التحركات التي ينوون القيام بها في المرحلة المقبلة؟

لا بد من الاشارة بداية ان خطوة اقالة او استقالة النواب الاربعة من التيار الوطني الحر او تكتل لبنان القوي لم تأت من فراغ بل هي نتيجة تراكمات سياسية وتنظيمية وفي ظل وجود خلافات وتباينات بينهم وبين الاستاذ جبران باسيل حول التطورات السياسية وكذلك حول بعض القضايا التنظيمية ، وان كان الموقف من الملف الرئاسي كان اكثر المواقف اشكالية بعد ان رفض النواب الاربعة تبني ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور .

وجاءت خطوة الاقالة او الاستقالة في اوقات متقاربة كي تجمع هؤلاء النواب ضمن مشروع سياسي موحد يهدف لايجاد كتلة نيابية وسطية وتقديم رؤية سياسية جديدة في مقاربة التطورات الداخلية والخارجية حسب مصادر مقربة من هؤلاء النواب .

وتضيف هذه المصادر : ان النواب الاربعة لديهم خطة متكاملة للتحرك في الايام المقبلة تهدف للتواصل مع معظم الاوساط السياسية والسعي لتشكيل تكتل نيابي موسع قادر على لعب دور مهم على الصعيد السياسي بدون مواقف مسبقة ويكون قادرا على الحوار مع الجميع ، وان الايام المقبلة ستشهد المزيد من التحركات ، اضافة للتحضير للانتخابات النيابية المقبلة وتشكيل اطر تنظيمية وعملية تواكب تحرك النواب وتؤمن لهم الدعم الشعبي والاعلامي والسياسي .

التحديات التي تواجه النواب

لكن ما هي التحديات السياسية والشعبية والتنظيمية التي تواجه النواب الاربعة ؟

هناك عدة تحديات تواجه هؤلاء النواب ومنها :

اولا : التحدي السياسي والقدرة على بلورة مشروع سياسي قادر على التأثير على الواقع السياسي في ظل الانقسام الذي يشهده لبنان حاليا وفي ظل الازمات السياسية المختلفة ولا سيما الملف الرئاسي ، فهل سيستطيع هؤلاء النواب تشكيل تكتل نيابي اكبر يكون قادرا على التأثير في المعركة الرئاسية؟

ثانيا : التحدي الشعبي وتأمين الدعم الشعبي لتحركهم ، فهؤلاء النواب وصلوا بدعم التيار او بالتحالف معه ، واستفادوا من شعبية التيار ودعمه طيلة السنوات الماضية ، ورغم ان لكل منهم حيثية شعبية خاصة وعلاقات واسعة داخليا وخارجيا ، فالسؤال الاهم هل يستطيعون تشكيل حالة شعبية خاصة بهم ومؤثرة في الواقع السياسي .

ثالثا : التحالفات السياسية ، من ضمن التحديات المهمة التحالفات التي سيشكلها هؤلاء النواب والى اي تحالف سياسي سينضمون وما هو تأثير ذلك على دورهم وموقعهم .

رابعا : تحدي الانتخابات النيابية المقبلة والقدرة على البقاء في المجلس النيابي بعد الخروج من التيار ، وطبعا فان ادارة المعركة الانتخابية تتطلب ماكينة انتخابية منظمة وامكانيات مالية وشعبية وسيكون هؤلاء النواب امام هذا التحدي في الانتخابات المقبلة ، طبعا تفصلنا عن الانتخابات حوالي السنتين وهناك تطورات كثيرة قد تحصل حتى هذا الوقت .

وبانتظار الخطوات المقبلة للنواب الاربعة فانهم سيظلون تحت دائرة الضوء والاهتمام لحين اتضاح دورهم ومشروعهم السياسي المقبل .

قاسم قصير