العدد 1438 / 25-11-2020
تزايدت في الفترة الاخيرة حملة
الضغوط الاميركية – الاسرائيلية على عدد من القيادات اللبنانية ومنها مدير عام
الامن العام اللواء عباس ابراهيم ، وتمثّل ذلك من خلال نشر تقارير ومعلومات عن فرض
المزيد من العقوبات الاميركية على هذه القيادات بحجة التعاون مع حزب الله او
لتحريض هذه القيادات على عدم التعاون مع الحزب وتحريضها من اجل زيادة نشاطاتها ضد
الحزب .
وبحجة مواجهة الفساد زادات هذه الحملات الاعلامية مؤخرا، وعمدت بعض الجهات
والمؤسسات اللبنانية لتبني ما تطرحه المؤسسات الاميركية ووسائل الاعلام
الاسرائيلية من معلومات ومعطيات من اجل نشر المخاوف مما سيجري في المرحلة المقبلة
وتوجيه التهديدات ضد لبنان واللبنانيين في حال عدم الاستجابة للمطالب الاميركية
والاسرائيلية سواء على صعيد ترسيم الحدود او نزع سلاح حزب الله.
فما هي ابعاد هذه الحملات ؟ ولماذا استهداف اللواء عباس ابراهيم
والقيادات اللبنانية؟ وماذا يحضّر للمرحلة المقبلة على ضوء هذه الحملات؟
ابعاد هذه الحملات
بداية ما هي ابعاد هذه الحملات اليوم؟ ولماذا استهداف اللواء عباس ابراهيم
بعد اسابيع قليلة من تكريمه في اميركا بسبب دوره في اطلاق عدد من السجناء
والمعتقلين الاميركيين؟
من الملاحظ ان هناك عددا من
الجهات الاميركية والاسرائيلية نشطت مؤخرا من اجل زيادة الضغوط على لبنان ، حيث
تتولى بعض مراكز الدراسات والابحاث الاميركية المرتبطة باللوبي الصهيوني بنشر
دراسات وابحاث عن سيطرة حزب الله على لبنان وزيادة دور الحزب على صعيد مختلف
القطاعات السياسية والامنية والاقتصادية والمالية ، وبعد ذلك تقوم شخصيات اميركية
ناشطة في الكونغرس الاميركي ووزارة الخارجية وبعض الادارات الفاعلة في اميركا لاعداد
مشاريع قوانين لفرض العقوبات على المؤسسات والشخصيات اللبنانية اما بحجة دعم
الارهاب ( المقاومة وحزب الله) ، او بحجة دورها في الفساد ، او تحت عنوان قانون
قيصر والعلاقة مع الحكومة السورية.
وقد زادت هذه الحملات مؤخرا في ظل فشل كل العقوبات والضغوط السابقة ، كما
ترافقت مع تصلب الموقف اللبناني في مفاوضات الترسيم مع العدو الصهيوني حول الحدود
البحرية .
واما على صعيد الاستهداف المباشر لمدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم
فقد جاء بعد اسابيع قليلة من تكريمه في اميركا بسبب جهوده في اطلاق بعض السجناء
والمخطوفين الاميركيين، كما جاء هذا الاستهداف بعد الاشادات الدولية والعربية
والمحلية لدور ابراهيم سواء على الصعد الامنية او السياسية او بعض الملفات الحساسة
، وبحجة علاقته بحزب الله وسوريا ، مما يؤكد حجم الضغوط المتوقعة في المرحلة
المقبلة على كل القيادات اللبنانية ولضرب كل عناصر الاستقرار السياسي والامني واي
تطوير لعلاقات لبنان مع الدول العربية.
ماذا يحضّر للمرحلة المقبلة؟
لكن ماهي ابعاد تزايد هذه الحملات ؟ وماذا يحضّر للبنان في المرحلة
المقبلة؟ وهل هناك اطراف لبنانية تراهن على الضغوط الاميركية وعدوان اسرائيلي جديد
على لبنان؟
تتقاطع المعطيات لدى مصادر
سياسية ودبلوماسية وامنية مطّلعة في بيروت على ان زيادة الضغوط والحملات الاميركية
والاسرائيلية على القيادات اللبنانية بحجج مختلفة يهدف لزعزعة الاستقرار السياسي
والامني ومنع تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات المختلفة مما قد يؤدي
لمزيد من تدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، وكل ذلك قد
يكون جزءا من التحضير لعمل عسكري كبير يشنّه العدو الصهيوني بدعم اميركي على لبنان
خلال الاسابيع المقبلة وقبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب.
وتضيف هذه المصادر: ان هذه الحملات تتزامن ايضا مع مفاوضات ترسيم الحدود
مع العدو الصهيوني وفي ظل تصلّب الموقف اللبناني وعدم خضوعه للمطالب الاميركية
والاسرائيلية ، وتوجيه رسائل تهديد اسرائيلية مباشرة للمسؤولين اللبنانيين في حال
عدم القبول بهذه المطالب ، مما يؤكد الترابط بين هذه الحملات وعملية التفاوض بهدف
اخضاع لبنان للضغوط الاميركية والاسرائيلية.
لكن الجانب الاخطر في كل هذه الحملات والضغوط الخارجية ان هناك اطراف
لبنانية ( وسائل اعلام وشخصيات لبنانية ناشطة في اميركا ، وقوى سياسية لبنانية)
تراهن على حصول تطورات عسكرية وامنية في المرحلة المقبلة ومنها قيام العدو
الصهيوني بعدوان على لبنان بدعم اميركي ومن بعض الدول العربية ، وذلك لتغيير
الواقع السياسي وفرض معادلات جديدة على الداخل اللبناني .
كل هذه الاجواء تؤكد على ضرورة الحذر والانتباه مما يتم التحضير له
للبنان والمنطقة في المرحلة المقبلة والبحث في كيفية تحصين الوضع اللبناني الداخلي
لمواجهة هذه التحديات وعدم الرهان على اي دور خارجي لتغيير الواقع الداخلي لان
اللبنانيين جرّبوا كل هذه الرهانات والتي اوصلت البلد الى الانهيار والاحتلال
والحروب الداخلية دون اية نتيجة ايجابية.
قاسم قصير