العدد 1511 /11-5-2022
انتهت المرحلتان الاولى والثانية من اقتراع المغتربين ، فيما يستعد
اللبنانيون للمشاركة في يوم الاقتراع العام يوم الاحد المقبل في الخامس عشر من
ايار ، وسيقوم الموظفون والاداريون بالتصويت قبل ذلك .
وقد نجحت الحكومة اللبنانية في انجاز استحقاق اقتراع المغتربين بمشاركة
حوالي نصف عدد المسجلين ولم تشهد مخالفات جسيمة ، وعلى امل ان تجري الانتخابات يوم
الاحد المقبل دون اية مشكلات تقنية او امنية او سياسية ، وبذلك تنسف كل التوقعات
والتحليلات التي تخوفت من عدم حصول الانتخابات في مواعيدها ، وتكون حكومة الرئيس
نجيب ميقاتي قد أنجزت احد وعودها الاساسية.
وبانتظار صدور نتائج الانتخابات والتي ستحدد حجم وتوزع القوى السياسية
والحزبية ومجموعات التغيير والمجتمع المدني ، يطرح السؤال الاساسي : ماذا بعد هذه
الانتخابات ؟ وما هي التحديات التي ستواجه القوى التي ستدخل الى البرلمان الجديد ؟
وما هي دلالات هذه الانتخابات في المرحلة المقبلة؟
دلالات انتخابات
المغتربين والمعركة الانتخابية
بداية ما هي دلالات انتخابات المغتربين ؟ وما هي ابرز الملاحظات على
المعركة الانتخابية قبل 15 ايار؟
لقد وصلت نسبة مشاركة المغتربين في كل انحاء العالم حوالي 60% وهذه نسبة
مهمة جدا ، وقد نجحت وزارة الخارجية ووزارة الداخلية وبالتعاون مع الجسم
الدبلوماسي في لبنان والعالم في انجاز هذا الاستحقاق الهام ، ولعبت وسائل الاعلام
دورا مهما في مواكبة هذا الحدث ، وبرزت حماسة اللبنانيين المغتربين في كل انحاء
العالم في المشاركة ومواكبة الاوضاع السياسية والمعيشية والاقتصادية والامنية في
لبنان.
ومن خلال مواكبة تصريحات ومواقف المشاركين في الانتخابات برز بوضوح الرغبة
بالتغيير وتقديم كل اشكال الدعم للبنان واللبنانيين ، كما وجه المغتربون رسالة
واضحة للبنانيين المقيمين من اجل المشاركة في الانتخابات والمساهمة في رسم صورة
جديدة للواقع السياسي في لبنان ، بعد كل التطورات التي حصلت خلال السنوات الاخيرة
.
لكن رغم هذه المشاركة الممّيزة فان ذلك لا يعني ان كل اصوات المغتربين ستصب
في صالح لوائح المعارضة او قوى التغيير ، لان الاحزاب الحاكمة حاليا لها دور مهم
ايضا في بلاد الاغتراب ، ولن يحسم مدى تأثير اصوات المغتربين الا بعد الفرز العام
مساء الاحد القادم ، لكن هذه المشاركة شكّلت حافزا لزيادة عدد المشاركين في
انتخابات الخامس عشر من ايار رغم دعوات المقاطعة من بعض القوى السياسية وخصوصا
تيار المستقبل .
ومن خلال مواكبة المعركة الانتخابية في الاسبوع الذي يسبق التصويت العام ،
شهدنا زيادة في وتيرة المعارك السياسية والشعبية والاعلامية ، فرئيس الحزب التقدمي
الاشتراكي وليد جنبلاط اكد على خطورة المعركة ، في حين كثّف امين عام حزب الله
السيد حسن نصر الله اطلالاته السياسية والشعبية ، وتزايد السجال الاعلامي
والانتخابي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني ، وتعرض تيار المستقبل وزعيمه سعد
الحريري لهجمات اعلامية داخلية وخارجية بسبب قرار المقاطعة .
وفي خلاصة الاجواء الانتخابية ان المعركة ستكون حامية جدا في كل الدوائر الانتخابية
بدون استثناء.
ما بعد الخامس عشر من
ايار؟
لكن السؤال الهام : ماذا بعد الخامس عشر من ايار وما هي التحديات التي
ستواجه البرلمان الجديد؟
بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات النيابية ولمن ستكون الاكثرية ، فان
هناك عدة ملفات وقضايا ستواجه البرلمان الجديد ومنها :
اولا : انتخاب الرئيس الجديد للبرلمان ونائبه ومكتب المجلس ، ويبقى الرئيس
نبيه بري هو المرشح الوحيد لموقع الرئاسة ما لم تحصل تطورات غير منتظرة ، كأن تدخل
شخصية شيعية اعتراضية تحظى بموافقة قوى التغيير وهذا مستبعد ، واما معركة نيابة
الرئاسة فستكون حامية وعلى ضوء نتائج الانتخابات في ظل ما يواجهه نائب الرئيس
الحالي ايلي الفرزلي من معركة انتخابية صعبة.
ثانيا : تكليف رئيس حكومة جديد وتشكيل الحكومة : ورغم ان هناك توقعات بعودة
الرئيس نجيب ميقاتي مع حكومة تشبه الحكومة الحالية مع بعض التعديلات ، فان كل ذلك
مرهون بنتائج الانتخابات وكيفية توزع القوى النيابية.
ثالثا : برنامج الحكومة الجديدة والملفات التي ستتابعها ومنها الاتفاق مع
صندوق النقد الدولي ومشروع الكابيتال كونترول ومصير اموال المودعين وخطة التعافي
وملف الكهرباء والملفات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والمالية ومواجهة الفساد
، وهذه ملفات ساخنة وصعبة وتحتاج لقرارات جذرية وغير شعبية.
رابعا : مشروع مؤتمر الحوار الوطني ومناقشة كل الملفات الاشكالية ومنها
الدعوة لحياد لبنان او الفيدرالية او اللامركزية الموسعة ومراجعة اتفاق الطائف
والاستراتيجية الدفاعية ، وكل هذه الملفات ستوضع على طاولة الحوار داخليا وخارجيا
.
خامسا : انتخاب الرئيس الجديد في تشرين الاول المقبل ، وهذه ستكون مهمة
المجلس النيابي الجديد ، والمعركة ستبدأ بعد انتهاء المعركة البرلمانية ، وان كانت
لن تحسم الا في شهر تشرين الاول .
هذه بعض الملفات الساخنة التي ستقع على عاتق البرلمان الجديد ، فهل سيكون
هذا البرلمان على مستوى التحدي ودعوات التغيير المرفوعة من الداخل والخارج؟
قاسم قصير