العدد 1652 /19-2-2025
قاسم قصير
في الاسبوع الماضي اتخذ المسؤولون
اللبنانيون قرارا مفاجئا بمنع هبوط طائرة ايرانية في مطار رفيق الحريري الدولي
وذلك بعد تلقي المسؤولين اللبنانيين تهديدات من مصادر اميركية بان الكيان الصهيوني
سيقصف المطار اذا هبطت الطائرة الايرانية في المطار، وقد ادى قرار منع هبوط
الطائرة الى ردود فعل شعبية وسياسية قاسية ، فقد عمد مواطنون لبنانيون الى قطع
طريق المطار وكذلك تعرضت قافلة لقوات الطوارىء الدولية لاعتداء من بعض المواطنين
وتم حرق سيارة لقوات الطوارىء واصابة احد الضباط ، كما انتقلت التظاهرات الى مناطق
لبنانية اخرى .
وقد ادان المسؤولون اللبنانيون الاعتداء
الذي حصل على قوات الطوارىء الدولية ، كما ادان الاعتداء حزب الله وحركة امل ،
ودعا حزب الله لاعتصام شعبي على طريق المطار احتجاجا على منع هبوط الطائرة
الايرانية ، ورغم سلمية الاعتصام فقد حصلت مناوشات بين المعتصمين وبين قوات الجيش
اللبناني لكن تمت معالجتها بسرعة .
ورغم حرص المسؤولين اللبنانيين على معالجة
تداعيات منع هبوط الطائرة الايرانية، فقد ادت هذه التطورات الى اثارة الكثير من
المخاوف على السلم الاهلي.
وتشير العديد من المصادر السياسية
والاعلامية والدبلوماسية في بيروت : ان المرحلة المقبلة ستشهد ضغوطا على حزب الله
وذلك بهدف نزع سلاح الحزب واجباره على الالتزام بسياسة الحكومة اللبنانية .
وبالاضافة للضغوط السياسية والدبلوماسية
والاعلامية يستمر العدو الصهيوني باستهداف المناطق اللبنانية بالاعتداءات وكذلك
استمرار احتلال عدد من المواقع الاستراتجية في جنوب لبنان ، وعلى الصعيد الاميركي
تزداد الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية بهدف دفع الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب
الله .
والسؤال الاخطر الذي يطرحه الكثير من
المراقبين والمحللين : كيف سيواجه لبنان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي
اللبنانية ؟ وهل سيكتفي بالضغوط الدبلوماسية وبما تقوم به اللجنة الدولية الراعية
للاتفاق بين لبنان والكيان الصهيوني من
اتصالات لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي ؟
هذه الاجواء والاسئلة المطروحة تؤكد ان
لبنان سيواجه في المرحلة المقبلة المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية ، وان الهدف
الاساسي هو نزع سلاح حزب الله وانهاء عمل المقاومة في المستقبل ، في حين ان بعض
الاوساط السياسية والدبلوماسية في بيروت تتخوف ان لا تقتصر الضغوط من اجل نزع سلاح
الحزب بل ان يكون الهدف اعادة تشكيل النظام السياسي اللبناني واضعاف قوى المقاومة
تمهيدا للتطبيع مع العدو الصهيوني كما جرى في العام 1984 وعقد اتفاق 17 ايار .
وفي الخلاصة نحن امام مرحلة صعبة وخطيرة
وقد تشهد المزيد من التوترات الامنية والسياسية مع حرص حركة امل وحزب الله على
اطلاق مواقف سياسية للتهدئة واستيعاب الوضع.
فهل ينجو لبنان من هذه المخاطر ؟ او ان
المخاوف ستزداد في الايام القادمة ؟
قاسم قصير