العدد 1579 /13-9-2023
قاسم قصير
شكّلت معركة التجديد لقوات
الطوارىء الدولية في مجلس الامن هذا العام معركة سياسية ودبلوماسية مهمة بين
الحكومة اللبنانية وبعض الجهات الدولية والعربية، فقد سعى لبنان لالغاء بعض الفقرات
من قرار التجديد لقوات الطوارىء والتي تم اقرارها العام الماضي ، كما قدّم لبنان
بعض الاقتراحات والاضافات للقرار الجديد وخصوصا تاكيد التنسيق مع الجيش اللبناني
والحكومة اللبنانية ، لكن رغم المعركة القاسية التي خاضها وزير الخارجية عبد الله
بوحبيب والدبلوماسيون اللبنانيون في الامم المتحدة لتعديل القرار فلم تكن النتائج
مرضية للبنان وان كان القرار اكد على التنسيق مع الحكومة اللبنانية.
لكن بالتزامن مع المعركة
الدبلوماسية في مجلس الامن تعرضت قوات الطوارىء الدولية في بيروت لحملة اعلامية
وسياسية وشعبية تشكّك بدورها وترفض تحولها الى " شبكة تجسس " لخدمة
الجيش الاسرائيلي ، وكل ذلك طرح تساؤلات عديدة حول دورها المستقبلي على ارض
الواقع.
فماهي دلالات التجديد لقوات
الطوراىء الدولية بالصيغة الجديدة؟ واية تحديات ستواجهها على ارض الواقع ؟ واي دور
تقوم به هذه القوات حاليا لضمان الاستقرار في الجنوب؟
دلالات التجديد لقوات
الطوارىء
بداية ماهي دلالات التجديد
لقوات الطوارىء الدولية بالصبغة الجديدة؟ ولماذا لم يتم الاستجابة لطلبات الحكومة
اللبنانية؟
لقد تم التجديد لقوات
الطوارىء الدولية هذا العام بموافقة 13 دولة وامتناع كل من روسيا والصين عن
التصويت وذلك تضامنا مع لبنان وبسبب التحفظات التي وضعها ممثلو لبنان في الامم
المتحدة على القرار ولانه لم يتضمن نصا صريحا للتنسيق مع الجيش اللبناني ، وان كان
القرار اكد على تعاون قوات الطوارىء مع الحكومة اللبنانية ، ومن الواضح ان قرار
التجديد تم رغم كل التحفظات والانتقادات لدور قوات الطوارىء نظرا لاهمية دورها في
جنوب لبنان في هذا المرحلة ، ولانه لا رغبة لاي طرف دولي او اقليمي وحتى محلي بترك
الجنوب دون وجود هذه القوات حاليا في ظل اجواء التوتر التي تعيشها المناطق
الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة ، وفي ظل عوة الجهود الدولية لحسم النقاط
الحدودية المتنازع عليها مع العدو الصهيوني.
ورغم التحفظات اللبنانية على قرار التجديد والحملة التي تعرضت لها قوات
الطوارىء من بعض الجهات اللبنانية ، فقد رحب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي
بالقرار واكد استمرار تعاون الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني مع قوات الطوارىء
في جنوب لبنان وعلى الحدود للحفاظ على الاستقرار .
وفي كل الحالات فقد جاء قرار
التجديد ليؤكد وجود رغبة دولية بدعم دور قوات الطوارىء الدولية على الارض واهمية
الدور الذي تقوم به على صعيد حماية الامن والاستقرار ، وحرص المسؤولون في قوات
الطوارىء على اطلاق مواقف وتصريحات للتاكيد على التعاون مع الحكومة اللبنانية
والجيش اللبناني والاخذ بعين الاعتبار الاوضاع الميدانية عند تنفيذ المهام.
التحديات والدور المطلوب ؟
لكن ماذا عن التحديات
الميدانية والسياسية والاعلامية والشعبية التي تواجهها هذه القوات بعد التجديد
لها؟ وماهو الدور المطلوب منها مستقبلا؟
ان الحملة التي تعرضت لها هذه
القوات خلال مرحلة النقاش لقرارالتجديد لها في مجلس الامن تفرض على المسؤولين في
هذه القوات مواجهة الكثير من التحديات في المرحلة المقبلة ، في ظل التخوف من ان
تؤدي الحملات التي تعرضت لها الى حصول بعض المشكلات الميدانية والى مواجهة بعض
العقبات عند تنفيذ مهامها ، ولذا من المهم الحرص على التنسيق مع الحكومة اللبنانية
والتعاون مع الجيش اللبناني وكذلك تعزيز العلاقات والاتصالات مع المرجعيات الدينية
والسياسية في الجنوب ومع رؤساء البلديات والفعاليات الجنوبية لشرح دور هذه القوات وحرصها
على حماية الامن والاستقرار وعدم صحة الاتهامات بتحولها الى " شبكة تجسس
" لصالح الجيش الاسرائيلي .
ولا بد ايضا من التاكيد على
اهمية دور قوات الطوارىء في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية في المناطق الحدودية
ودور هذه القوات في حماية المواطنين الجنوبيين من الاعتداءات وعدم السماح باي
تغيير في المناطق الحدودية ، ولقد كان وجود عناصر هذه القوات خلال بعض الاحداث
التي حصلت في بعض المناطق الحدودية في الاشهر الماضية رسالة مهمة للعالم حول ما
يجري على الارض و من خلال ما تعده هذه القوات من تقارير دورية او الوقوف في وجه
القوات الاسرئيلية.
وفي الخلاصة فان قوات
الطوارىء الدولية معنية اليوم بتحصين دورها وتعزيز ثقة ابناء الجنوب بها والتاكيد على دورها في حماية الامن والاستقرار
في الجنوب والوقوف في وجه الاعتداءات الاسرائيلية ومن خلال ذلك تزال اجواء التشكيك
بها وبدورها .
فهل ستنجح هذه القوات في مهامها الجديدة؟ ام سيؤدي التجديد لها بالصيغة
الجديدة الى زيادة التشكيك بها وبدورها؟
قاسم قصير