العدد 1636 /30-10-2024
بسام غنوم
يجمع المراقبون والمحللون
السياسيون في لبنان وعلى الصعيد العربي والدولي على أن لا حل قريب للوضع في غزة
ولبنان إلا بعد جلاء نتائج الانتخابات الأميركية في الخامس من الشهر القادم.
في ظل هذا الوضع كيف تبدو صورة الوضعين السياسي والعسكري.
على الصعيد السياسي هناك حراك نشط
من قبل الإدارة الأميركية في المنطقة من أجل الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في
غزة ولبنان قبل الانتخابات الأميركية في الخامس من الشهر القادم ، والمسؤولون في
الاستخبارات الأميركية أصبحوا شبه مقيمين في قطر، وكل يوم تخرج أخبار متناقضة عن
المباحثات التي يجريها الاميركيون في قطر مع الإسرائيليين والوسطاء القطريين
والمصريين ، وفي آخر الأخبار المتعلقة بالوضع اللبناني نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت
عن مصادر غربية قولها: إن حزب الله وافق على فصل ملف لبنان عن غزة.
وأضافت أن حزب الله حصل على الضوء
الأخضر من إيران للتراجع إلى شمال الليطاني، وإنه سيتم تعزيز قوات اليونيفل بقوات
جديدة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وقبل ذلك بأيام نقلت وسائل إعلامية مختلفة عن الرئيس بري أن
حزب الله وافق على فصل ملف لبنان عن غزة وهو ما نفاه جملة وتفصيلا المكتب الإعلامي
للرئيس بري، ويبدو أن الهدف من هذه الأخبار المضللة هو الضغط على حزب الله سياسيا
من أجل القبول بالشروط الإسرائيلية و الأميركية لوقف إطلاق النار في لبنان، وهو
نفس سيناريو المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة منذ عام واحد.
إلا أن اللافت في كل هذا الخضم
السياسي هو ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن أن :نتنياهو ينتظر لمعرفة من سيخلف بايدن قبل الالتزام بمسار
دبلوماسي.
وبذلك يكون كل المسار السياسي
القائم حاليا هو مجرد تقطيع للوقت لا أكثر ولا أقل من أجل معرفة نتائج الانتخابات
الأميركية القادمة.
أما بالنسبة للوضع العسكري فيبدو ان
العدو الصهيوني قد أختار التصعيد الكبير والممنهج في غزة ولبنان في الفترة الفاصلة
عن الانتخابات الأميركية ، ففي غزة أصبحت الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقّ
أهلنا يومية، وخصوصا في شمال غزة بهدف فرض واقع على الأرض قبل الوصول إلى إتفاق
لوقف إطلاق النار.
وفي لبنان صعد العدو الصهيوني من
اعتداءاته و مجازره على المدن والقرى والبلدات في الجنوب والبقاع بهدف إيقاع أكبر
قدر من الخسائر في الممتلكات والأرواح، وبدأ في عمليات اقتحام وإجتياح كبيرة في
القرى الحدودية في جنوب لبنان ، رغم تكبده خسائر كبيرة على يد قوات المقاومة التي
تبدي شجاعة منقطعة النظير في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
بالخلاصة نحن أمام أيام خطيرة
وحساسة قبل الانتخابات الأميركية القادمة، والتعويل بعد الله سبحانه وتعالى هو على
شعبينا في لبنان وفلسطين ، وعلى صمود المقاومة في غزة ولبنان لإفشال المخططات الأميركية والإسرائيلية.
بسام غنوم