العدد 1652 /19-2-2025
وسام حجار
في تطور جديد، بدأت إسرائيل يوم الثلاثاء سحب
قواتها من عدة مناطق في جنوب لبنان، تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم
التوصل إليه في تشرين أول الماضي. ومع انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الممد لها
حتى تاريخ 18 شباط الحالي، أثارت إسرائيل موجة من الانتقادات بعد رفضها الانسحاب
من خمس نقاط استراتيجية، مما أبقى التوتر قائمًا بين الجانبين.
المناطق التي شهدت انسحابًا
قامت قوات جيش
العدو الإسرائيلي من الانسحاب من عدة بلدات لبنانية، منها يارون ومارون الراس
وبليدا وميس الجبل وحولا ومركبا والعديسة وكفركلا والوزاني. ومع ذلك، أبقت خمس
نقاط استراتيجية في جنوب لبنان تحت سيطرة جيش احتلال الإسرائيلي، وهي:
1. تلة اللبونة والتي تقع على مقربة من
الحدود، وتطل على مناطق لبنانية وإسرائيلية.
2. موقع مركبا وهو موقع استراتيجي بالقرب من
طريق مركبا-حولا.
3 . تلة الحمامص والتي تشرف على مستوطنة المطلة
الإسرائيلية المحتلة.
4 . تلة جل الدير التي تقع في القطاع الأوسط
مقابل موقع المالكية الإسرائيلي.
5 . جبل بلاط الذي يطل على القطاعين الغربي
والأوسط، ويشرف على عدة مستوطنات إسرائيلية.
لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب؟
بررت إسرائيل قرارها بالإبقاء على هذه النقاط
بحجة أنها ضرورية لـ"حماية المدنيين الإسرائيليين" وضمان أمن الحدود.
وأكد المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي أن الإنسحاب من هذه المواقع سيتم في
"مرحلة لاحقة"، وفقًا لآلية تنفيذ وقف إطلاق النار. إلا أن مراقبين يرون
أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الوجود الإسرائيلي في
المنطقة.
لبنان: مطالبات بالانسحاب الكامل
ردًا على الانسحاب الجزئي، أكدت الحكومة
اللبنانية على ضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من جميع الأراضي اللبنانية. وأعلن
الجيش اللبناني استعداده للانتشار في المناطق المحررة، داعيًا المواطنين إلى توخي
الحذر بسبب وجود ذخائر غير منفجرة.
من
جهته، أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون عن قلقه من عدم التزام إسرائيل بالانسحاب
الكامل، مؤكدًا أن لبنان يفضل الحلول الدبلوماسية على المواجهات العسكرية. وفي
الوقت نفسه، يرى مراقبون أن استمرار الوجود الإسرائيلي في هذه النقاط قد يعطي
ذريعة لحزب الله للاحتفاظ بسلاحه، رغم أن البيان الوزاري الجديد للحكومة اللبنانية
يعزز دور الجيش في الدفاع عن الأراضي اللبنانية.
الدبلوماسية الدولية تدخل على الخط
يسعى لبنان إلى حشد التأييد الدولي للضغط على إسرائيل، خصوصاً عبر فرنسا
والولايات المتحدة، لضمان التزام تل أبيب بالانسحاب الكامل. في المقابل، يبدو أن
إسرائيل تراهن على تمديد وجودها في بعض المناطق بذريعة تأمين مستعمرات الشمال ومنع
عودة سكان مستوطنات الشمال إلى مناطقهم قبل ضمان سلامتهم.
وفي سؤال للباحث والمحلل السياسي محمد فواز
حول التداعيات المحتملة لعدم انسحاب القوات الاسرائلية من كامل الأراضي اللبنانية
والابقاء على خمس مواقع عسكرية استراتيجية يقول:
هناك نتائج عكسية على إسرائيل وهو
شرعنة المقاومة وحق لبنان في تحرير أرضه وهو حق شرعي أقرته جميع الشرائع الدولية
ومن ناحية أخرى هذا القرار سيؤدي إلى زيادة الضغط على الحكومة اللبنانية وعلى
حلفائها لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا تجاه هذه الأزمة،
ويضيف فواز أن الإنسحاب الإسرائيلي الكامل قد يضع حزب الله في موقف حرج، حيث قد
يفقد مبرراته للاحتفاظ بسلاحه، خاصة في ظل المطالبات الدولية بتطبيق قرارات الأمم
المتحدة مثل القرارين 1701 و1559.
مستقبل غير واضح
فيما يستمر لبنان بمطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل، تبدو الأمور مرهونة
بالضغوط الدبلوماسية الدولية وقدرة الجيش اللبناني على الانتشار الفعلي في كل
المناطق الجنوبية. ومع
استمرار التوتر، يظل خطر التصعيد قائمًا، مما يهدد الاستقرار الأمني في جنوب لبنان
ويعيد المنطقة إلى دوامة العنف.
وسام حجار