العدد 1637 /6-11-2024
بسام غنوم
تعيش الساحة اللبنانية حالة من
الهدوء الحذر على جبهات القتال في جنوب لبنان مع العدو الصهيوني، وكذلك على صعيد
الغارات الجوية التي تستهدف مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما في قرى الجنوب
والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت ، ويعزو البعض هذا الهدوء لأسباب عدة ومنها :
-استنفاذ العدو
الصهيوني بنك الأهداف في الضاحية الجنوبية بعد أن استطاع قتل عدد كبير من قيادات
حزب الله وعلى رأسهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وتدمير عدد كبير من الأبنية
والمنشآت مما ساهم في توقف الغارات التي يقوم بها، وينسحب الأمر أيضا وإن بنسبة
أقل على القرى والبلدات في الجنوب والبقاع.
-بالنسبة للمعارك في جنوب لبنان، فقد أخذت منحى مختلف بعد ما
يقارب الشهر من العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان ، حيث لجأ العدو الصهيوني
إلى سياسة الأرض المحروقة، وتدمير القرى والبلدات التي دخل إليها كليا أو جزئيا
بعد تكبده خسائر كبيرة في آلياته وجنوده
على يد عناصر المقاومة في الجنوب ، وقد ادعى قادة الجيش الإسرائيلي أنهم استطاعوا
تحقيق الأهداف العسكرية التي كانوا يسعون إليها في الجنوب، وإنه أصبح ممكن الوصول
لوقف لإطلاق النار إذا أرادت القيادة السياسية ، وذلك لتبرير فشلهم في القضاء على
المقاومة في الجنوب وعدم قدرتهم على التقدم أكثر على الصعيد البري.
-عدم رغبة إيران وإسرائيل في التصعيد رغم التهديدات
المتبادلة بين الطرفين، في الدخول في صراع كبير سواء على المستوى الإقليمي أو على
صعيد جبهة لبنان وغزة، عشية الانتخابات الأميركية.
-دخول المنطقة والعالم كله في حالة انتظار لمعرفة نتائج
الانتخابات الأميركية ، التي ستنعكس نتائجها على الأوضاع في غزة ولبنان وأيضا على
الصراع القائم في أوكرانيا، حيث وعد المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بإحلال
السلام في غزة ولبنان،وبإنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما يتوقع استمرار الوضع على ما
هو عليه إذا فازت المرشحة الديموقراطية كاميلا هاريس التي يمكن اعتبارها امتدادا
لعهد الرئيس بايدن.
بالخلاصة يمكن القول مع صدور
نتائج الانتخابات الأميركية في الأيام القادمة ، والتي قد تشهد حالة من التوتر
والإرباك على الصعيد الداخلي الأميركي نتيجة تقارب الأصوات بين المرشحين دونالد
ترامب كاميلا هاريس، فإن الأنظار ستبقى متوجهة إلى أميركا لمعرفة إلى أين ستتجه
الأمور في لبنان و غزة بعد صدور نتائج الانتخابات الأميركية.
بسام غنوم