العدد 1636 /30-10-2024
في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، يجد أبو يوسف (صاحب محل بقالة
صغير في بلدة إبل السقي الجنوبية) نفسه أمام واقع جديد يختلف عن كل ما مرّ به خلال
سنوات الأزمات السابقة. "أصعب من كل الحروب التي عشناها"، كما يقول متحسراً على محله المُدمّر جزئياً.
منذ بدء الغارات، لم يتمكن أبو يوسف من فتح متجره كما اعتاد. الطرقات مغلقة،
الناس نزحوا من قريتهم، والمواد التموينية التي اعتاد بيعها فسدت تحت الأنقاض.
"كنا نعيش على القليل"، لكن اليوم أصبح يعيش على انتظار الحوالات، من
ابنه في ألمانيا الذي يرسل 300 يورو شهرياً.
مع انهيار الليرة اللبنانية، أصبح لهذه الحوالات أهمية مضاعفة. قبل الحرب، كان
أبو يوسف يغطي احتياجاته الأساسية بشيء من الصعوبة، "لكن بعد العدوان، ارتفعت
الأسعار بشكل جنوني، ولا يمكننا شراء أي شيء إلا بالدولار"، حسب أبو يوسف
الذي يضيف: "كل ما نملكه الآن هو هذه الحوالة التي ننتظرها كل شهر، وأخشى أن
تتوقف فجأة".
تحويلات المغتربين
تعتمد العديد من العائلات اللبنانية على التحويلات المالية من أقاربها
المغتربين. تقول ميسون (مغتربة تعمل في السعودية) إنها ترسل الأموال بانتظام إلى
عائلتها التي لا تزال في الجنوب. توضح أن هذا الدعم المالي يسهم في تغطية النفقات
الأساسية، مشيرة إلى أن واجبها تجاه أفراد العائلة يحتّم عليها هذا الأمر، وتأمل
أن تساهم تحويلاتها في تحسين أوضاعهم ولو قليلاً، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي
على لبنان.
في هذا السياق، قدّر البنك الدولي حجم تحويلات المغتربين الوافدة إلى لبنان
بستة مليارات دولار في عام 2023، مقارنة بـ 6.4 مليارات دولار في عام 2022، ليحل
بذلك لبنان في المركز الثالث إقليمياً مسبوقاً بمصر (19.5 مليار دولار) والمغرب
(11.8 مليار دولار)، فتلك التحويلات تلعب دوراً محورياً في دعم الاقتصاد الوطني.