العدد 1495 /12-1-2021

اطلقت القوات اللبنانية معركتها الانتخابية بقوة ، ويمكن القول انها اول حزب لبناني يعلن بوضوح انطلاق هذه المعركة رغم ان معظم الاحزاب والقوى اللبنانية بدأت التحضيرات للمعركة الانتخابية لكنها لم تطلق حملتها الانتخابية بقوة .

فقد صدر عن مكتب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قبل عدة ايام بيان اعلن فيه " التعبئة الحزبية الشاملة من أجل خوض المعركة الإنتخابية "، وذلك خلال لقاء له مع الكوادر الحزبية ضمن إطار "المجلس المركزي" في حزب "القوات"، حيث دعا إلى إطلاق ليس فقط الماكينة الانتخابية في الحزب، " إنما تحويل كل الهيئات الحزبية من منسقيات ومصالح وأجهزة ومكاتب الى ماكينة انتخابية مجيشة لصالح العملية الانتخابية كونها الوسيلة الوحيدة التي تحمل في طياتها العبور الى الخلاص الوطني" .

فهل ستنجح القوات اللبنانية في تحقيق أهدافها من وراء هذه المعركة الانتخابية؟ وعلى ماذا تستند على صعيد الامكانيات والتحالفات ؟ وهل ستصبح التيار المسيحي الاقوى في لبنان؟

اهداف القوات اللبنانية وقدراتها
بداية ما هي الاهداف التي تسعى اليها القوات اللبنانية في معركتها الانتخابية؟ وما هي القدرات والامكانيات التي تعتمد عليها ؟

لقد حدد رئيس القوات اللبنانية الاهداف التي يسعى اليها حزبه من خلال مواقفه المعلنة والتي جاء فيها : "هذه المعركة هي معركة إنقاذ لبنان من محاولة تغيير هويته وتاريخه، كما انها معركة اللبنانيين للتخلُّص من الواقع المزري الذي أوصلهم إليه تحالف "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ومن معهما" ، اي انه يعتبر ان الهدف الاساسي مواجهة تحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر ، والحصول على الاكثرية النيابية مع بقية الحلفاء .
واعتبر جعجع : " ان فرص النجاح كبيرة جدا بسبب التحول الكبير في مزاج الرأي العام ، وانه لا بد من أن تنتقل الأكثرية الجديدة إلى الجهة التي تريد إنقاذ لبنان وهي ليست "القوات اللبنانية" وحدها بل معها كل من يلتقي مع هذا الهدف وهذا الخط " ، وهذا يؤكد بوضوح طبيعة المعركة التي تخوضها القوات والساعية للامساك بادارة البلاد في مواجهة التحالفات الاخرى.
واكد على أن "هذه المعركة مصيرية وعلى هذا الأساس يجب أن نحضِّر لها بكل قوتنا لأن هذه الإنتخابات هي الطريق الأساسي لاستعادة لبنان من القعر الذي هو فيه وإنقاذه من جهنم التي وضعوه فيها " .

واستبعد جعجع تعطيل الانتخابات لانها تجري تحت انظار العالم ولان الجيش اللبناني والقوى الامنية قادرة على ضمان حصولها .

وتعتمد القوات اللبنانية في معركتها الانتخابية المقبلة على قدراتها التنظيمية والشعبية والتي تطورت كثيرا خلال السنوات الاخيرة ، اضافة للسعي لعقد تحالفات جديدة مع عدد من الاحزاب اللبنانية وشخصيات سنية فاعلة في مختلف المناطق وبعض الوجوه الشيعية المعارضة لحزب الله وكذلك التحالف مع بعض مجموعات المجتمع المدني ، وهي ترتبط بعلاقات قوية مع المملكة العربية والسعودية والولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الغربية ، وتراهن بقوة على تراجع شعبية التيار الوطني الحر وانها الفريق الاقوى مسيحيا اليوم .

هل تصبح التيار المسيحي الاقوى؟

لكن هل ستنجح القوات اللبنانية في رهانها بان تصبح التيار المسيحي الاقوى ؟ وهل سيكون لديها تحالفات مع بقية الاحزاب والشخصيات من الطوائف الاخرى تمكنها من الحصول على الاكثرية النيابية تمهيدا لخوض معركة رئاسة الجمهورية المقبلة؟

يعتبر المسؤولون في القوات اللبنانية انها نجحت خلال السنوات الماضية على زيادة قوتها الشعبية والسياسية والطلابية ، في حين ان التيار الوطني الحر قد تراجع كثيرا بسبب الحملة عليه منذ 17 تشرين الاول 2019 وبسبب فشله في تحقيق الاهداف التي كان يسعى اليها ، اضافة الى ان القوات تعتبر : ان تحالف التيار الوطني مع حزب الله كان له انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني عامة ولدى الاوساط المسيحية والخارجية ، وكل ذلك سيصب في مصلحة القوات في الانتخابات المقبلة ، رغم الحملة التي تعرضت لها بسبب ممارسات عناصرها والمؤيدين لها ان في مواجهة النازحين السوريين خلال توجههم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية او خلال المواحهة مع الشيوعيين في منطقة الجميزة خلال احياء ذكرى انفجار المرفأ او في احداث الطيونة خلال المواجهة مع عناصر حركة امل وحزب الله ، بل ان مسؤولي القوات يراهنون بان هذه الاحداث زادت من قوتها وشعبيتها .

لكن ماذا عن التحالف مع تيار المستقبل والذي كان لصالح القوات في الانتخابات الماضية وهل سيتم العودة له في الانتخابات المقبلة؟ رغم الخلافات التي برزت بين الطرفين في السنوات الاخيرة لا تزال القوات تراهن على العودة الى هذا التحالف ، لكنها في الوقت نفسه تسعى للتفاهم مع شخصيات وقوى سنية اخرى قد تساعدها في المعركة الانتخابية، اضافة لاستمرار التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي في عدة دوائر.

وفي المحصلة فان القوات اللبنانية تعتبر ان الفرصة مؤاتية لها اليوم كي تصبح التيار المسيحي الاقوى وانها مع بقية الحلفاء ستكون اللاعب الاساسي في المعركة الرئاسية المقبلة.

فهل ستحقق القوات اهدافها ؟ ام ان الوقائع السياسية والشعبية المقبلة ستغير من هذه الرهانات ولا تخقق القوات ما تريد؟

قاسم قصير