العدد 1663 /14-5-2025

بعد تجارب سياسية عديدة مر بها خلال الثلاثين سنة الاخير اطلق النائب السابق الدكتور فارس سعيد مرحلة جديدة في حياته السياسية من خلال البدء بالتحضير لاطلاق ما اسماه : تجمع الدستور اولا ، والذي يضم مئات الشخصيات اللبنانية والمغتربة ، وقد عقد اللقاء التحضيري الموسع يوم السبت في الخامس والعشرين من شهر نيسان الماضي في اوتيل غبريال في الاشرقية بحضور حوالي مئتي شخصية من لبنان وخارجه حيث جرى البحث في رؤية اللقاء وعمله في المرحلة المقبلة تمهيدا للاعلان الرسمي عنه .

وصدر بيان عن اللقاء جاء فيه :

بهدف إطلاق منصة حوار سياسية تواكب المتغيرات في لبنان والمنطقة، أعلنت مجموعة من السياسيين والاعلاميين وشخصيات من قطاع المهن الحرة وقادة الرأي، من فندق الغبريال في الاشرفية، عن إطلاق "تجمّع الدستور أولاً."

غصت القاعة بأكثر من 200 شخصية رافقها عبر تقنية الفيديو الرقمي حوالي الـ50 شخصية من الاغتراب، حيث افتتح النقاش الدكتور فارس سعيد تلاه مداخلات تكلّمت عن ضرورة الانتقال إلى مرحلة تطبيق الدستور بشكلٍ فعلي وإجرء الاصلاحات الضرورية على القطاعات كافة، اهمها القطاع المالي-الاقتصادي، ومن بعدها فتح النقاش مع الحضور.

استمر المؤتمر ساعتين، واختُتِم بإعلان المشاركين عن نفسهم هيئة تأسيسية ينبثق عنها لجنة اتصال تأخذ على عاتقها التواصل مع القوى الحزبية والمدنية والمجموعات الناشطة لإيجاد نقاط تواصل بهدف توحيد الرؤية السياسية للمرحلة المقبلة.

لكن هي ابرز المحطات السياسية في مسيرة الدكتور فارس سعيد ؟ وهل انتهى المجلس الوطني لمواجهة الاحتلال الايراني في لبنان ؟

وما هو دور " تجمع الدستور اولا " في المرحلة المقبلة؟

من المعروف ان النائب السابق الدكتور فارس سعيد هو نجل النائبة السابقة نهاد سعيد والتي كانت تنافس عميد حزب الكتلة الوطنية النائب الراحل ريمون اده في منطقة جبيل وكانت من التيار الشهابي ، ولكن المحطة الابرز في مسيرة النائب فارس سعيد كانت تعاونه مع النائب الراحل سمير فرنجية وشخصيات اخرى في اطلاق المؤتمر اللبناني الدائم للحوار في تسعينيات القرن الماضي والذي واكب مرحلة ما بعد اتفاق الطائف ومجيء الرئيس رفيق الحريري الى لبنان ، وكان هدف المؤتمر اطلاق حوار لبناني- لبناني موسع ، ومن ثم انضم الدكتور فارس سعيد الى اللقاء اللبناني للحوار وضم شخصيات لبنانية متعددة ومنها مسؤولون في حزب الله ، وساهم في تاسيس لقاء قرنة شهوان الذي دعا لانهاء الوجود السوري في لبنان ، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ساهم في اطلاق لقاء قوى 14 اذار ومن ثم لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لانهاء الاختلال الايراني في لبنان ، وتم انتخابه نائبا عن جبيل .

وخلال السنوات الاخيرة خاض الدكتور فارس سعيد حربا اعلامية وسياسية وشعبية ضد حزب الله ، قبل ان يتم اختيار شقيقه كريم سعيد حاكما لمصرف لبنان .

ومنذ بداية عهد الرئيس العماد جوزيف عون قرر سعيد اطلاق: تجمع الدستور اولا ، لانه مع الناشطين معه في لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لتحرير لبنان من الاحتلال الايراني يعتبرون ان لبنان والمنطقة دخلوا مرحلة حديدة بعد معركة طوفان الاقصى والعدوان الاسرائيلي على لبنان وسقوط النظام السوري وانتهاء المحور الايراني وانتهاء دور حزب الله العسكري ولذلك يجب التركيز حاليا على بناء الدولة في لبنان وتطبيق الدستور والقرارات الدولية .

فهل سينجج الدكتور فارس سعيد في مشروعه السياسي الجديد؟ وهل سيتم استكمال تطبيق الطائف والدستور اللبناني ؟ ام سيكون لبنان امام تحديات جديدة في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وفشل تطبيق القرار 1701؟

بانتظار الاعلان الرسمي عن التجمع الجديد فان هذا التوجه السياسي يشكل مرحلة جديدة في مسيرة الدكتور فارس سعيد ورفاقه.

قاسم قصير