العدد 1672 /16-7-2025
في اطار سلسلة
المراجعات والنقاشات الداخلية التي يجريها حزب الله منذ حرب الاسناد والعدوان
الاسرائيلي على لبنان كشف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلته
الأخيرة مع قناة الميادين أن الحــزب في طور تنشيط واسع لدوره السياسي وان الايام
المقبلة ستشهد المزيد من التحركات السياسية للحزب .
فما هي دلالات
المواقف التي اطلقها الشيخ نعيم قاسم في مقابلته الاخيرة ؟ واي مشروع سياسي يحتاجه
الحزب في المرحلة المقبلة؟
وبالعودة الى ما قاله الشيخ نعيم قاسم في مقابلته الاخيرة مع
قناة الميادين :
"أعتقد من الآن
الى حوالى شهر ستلمس الساحة في لبنان شكل حراك سياسي عند الحــزب واسع وشامل، مع
كل الأطراف، وبالتالي نحن الآن نعمل على تنسيق وتنظيم وتوزيع الأدوار وتوزيع
المهام. أيضًا أقول لك أمرًا آخر، نحن كلّفنا مجموعة من اللجان لدراسة استراتيجيات
العمل للمرحلة القادمة،في المرحلة الجديدة علينا أن نستفيد من السلبيات،
الايجابيات، نأخذ الدروس والعبَر، نرى ماذا هناك من أمور تحتاج لتعديلات، كل هذا
بالأساليب وطرق العمل لأن الثوابت ثوابت. أعتقد أنّ الاستراتيجيات التابعة لنا
ربّما تحتاج شهرين لننجزها ووقتذاك تنعكس على الساحة التربوية، الإعلامية،
الثقافية، السياسية، الى آخره.. إذًا نحن نعمل، عندنا ورشة كبيرة نشتغل فيها إن
شاء الله".
وبحسب معلومات خاصة
لموقع بيروت ريفيو، فإنّ الحــزب أنجز عددًا كبيرًا من المراجعات المعمقة على كافة
المستويات عبر لجان تخصصية عقدت اجتماعات متواصلة لأكثر من ثلاثة أشهر. وستكون
حصيلة هذا الجهد مرتكزًا لتحديث استراتيجيات الحــزب وبرامج عمله ومؤسساته.
وتشير هذه المعطيات
إلى أنّ الحـ.زب يتعامل بجدية عالية وتوثب مع التحولات الجارية ويدرك حاجته إلى
مراجعة شاملة تحت سقف المبادئ الناظمة للحــزب وأهدافه العليا. وسيكون الحــزب
أمام تحدي التكيّف الفعال ليتمكن من تطوير مساحات المناورة السياسية لديه بوجه
الجهود الكثيفة لعزله. وسيحتاج التكيف إلى قرارات حساسة مرتبطة ببنية الحـ.ـزب
وآليات عمله وطبيعة برامجه، وهذا كله من المفترض أن يعكس تطورًا مفاهيميًا وذهنيًا
يختبره الحــزب.
في موازة ذلك تعتبر
مصادر سياسية لبنانية ومواكبة لمسيرة الحزب : ان حزب الله يحتاج اليوم الى مشروع
وطني متكامل على الصعد السياسية والاعلامية والجهادية ، وانه لم يعد ممكنا للحزب
ان يواجه الضغوط الداخلية والخارجية ، وهذا يتطلب مشروعا وطنيا يضم كل الشخصيات
والقوى السياسية والحزبية والفكرية التي يمكن ان تتبنى مشروع المقاومة ومواجهة
المشروع الاسرائيلي والاميركي الهادف الى تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية
وفرض الهيمنة الاسرائيلية على دول المنطقة تحت عنوان التطبيع والسلام .
وتؤكد هذه المصادر :
انه اذا كان حزب الله قد نجح خلال العقود الاربعة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي
ومختلف التحديات من خلال مشروع ديني وعقائدي على اساس الايمان بولاية الفقيه
والبعد الاسلامي او المذهبي ، فان التحديات اليوم تتطلب قيام مشروع سياسي وطني
عابر للطوائف والمذاهب وقادر على ملاقاة القوى اللبنانية والعربية العلمانية
والتقدمية والوطنية ، وعلى ضوء ذلك يمكن مواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية
.
فهل سينجح حزب الله
بتبني مشروع سياسي جديد يشكّل وثيقة سياسية جديدة وبرنامج عمل للمرحلة المقبلة؟ ام
ان التحديات والضغوط التي يتعرض لها اليوم ستفرض عليه مجددا الارتكاز على بعده
الديني والمذهبي ؟
الايام القادمة ستشكف
لنا اي مشروع سياسي سيتبناه الحزب وما هي تفاصيل رؤيته السياسية الجديدة؟
قاسم
قصير