العدد 1638 /13-11-2024
بسام غنوم
حديث وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الصهيوني يطغى على
غيره من الأحداث في الساحة اللبنانية، خصوصاً بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات
الأميركية وإعلانه أنه يريد وقف الحرب في لبنان والشرق الأوسط.
لكن الوقائع على الأرض حتى الآن لا
تظهر ان الأمور سائرة في هذا الاتجاه، ففي آخر تصريح لوزير دفاع العدو الصهيوني
يسرائيل كاتس قال فيه : لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان و سنواصل ضرب حزب
الله بقوة.
ويتقاطع تصريح وزير دفاع العدو الصهيوني
مع تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الذي أكد اكتمال الاستعدادات
والخطط لتوسيع العملية البرية مع لبنان.
في المقلب الآخر يبدو أن حزب الله
مستمر في المواجهة مع إسرائيل في الجنوب، وهو قام في الأيام الأخيرة بتصعيد
عملياته العسكرية في الجنوب كما ونوعا، حيث زاد من عمليات إطلاق الصواريخ على
المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة ، وبدأ باستهداف
تل أبيب وغيرها من المدن بصواريخ نوعية ذات قدرة تدميرية كبيرة، وهو ما يؤكد أن
حزب الله مستمر في معركة إسناد غزّة رغم كل التضحيات، وإنه لن يقبل بوقف لإطلاق
النار كما تطالب أميركا وإسرائيل.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو :إذا ما هو حقيقة الحديث عن قرب التوصل لوقف لإطلاق النار في
لبنان؟
في المعطيات أن هناك مفاوضات تجري
خلف الكواليس بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أجل التوصل لوقف
لإطلاق النار في غزة ولبنان، وأن هذه المفاوضات قطعت شوطا بعيدا في قرب التوصل إلى
إتفاق قريب بهذا الشأن، وأن الحديث الجاري عن قرب التوصل لتسوية قريبة تؤدي لوقف
لإطلاق النار في لبنان هو بالاستناد إلى هذه المعطيات.
لكن التصريحات المتناقضة للمسؤولين
الإسرائيليين، ولرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو حول وقف إطلاق النار
في لبنان، وتعويل نتنياهو على استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل من قبل دونالد
ترامب واختياره ماركو روبيو الصديق الشخصي لنتنياهو والمعروف بمواقفه المؤيدة
لإسرائيل وزيرا للخارجية، يؤكد أننا أمام سيناريو مشابه لسيناريو المفاوضات في
غزة، وأن إسرائيل لن تقبل بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان إذا كان لا
يحقق مطالبها المعروفة، والتي تتلخص بسحب سلاح حزب الله، وتراجع قواته إلى شمال
الليطاني، فضلا عن المطالب الأميركية والعربية بانتخاب رئيس للجمهورية ، وتشكيل
حكومة لبنانية جديدة لا تكون خاضعة لسيطرة حزب الله.
بالخلاصة مفاوضات وقف إطلاق النار
بين لبنان والعدو الصهيوني مازالت في مرحلة اختبار النوايا إن صح التعبير، ويبدو
أن كل شيء مؤجل حتى تسلم دونالد ترامب والإدارة الأميركية الجديدة السلطة في شهر
كانون الثاني القادم.
بسام غنوم