العدد 1640 /27-11-2024

عاش لبنان واللبنانيين ساعات عصيبة عشية الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وقام العدو الصهيوني باستهداف عشرات الأهداف في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية وفي العاصمة بيروت، وكذلك بالبقاع في مشهد سينمائي ليقول للبنان واللبنانيين أن إسرائيل هي المنتصرة في هذه الجولة من المواجهة بين لبنان وإسرائيل، وكذلك حتى يزيد الشرخ بين اللبنانيين حول المقاومة ودورها في حماية لبنان من الإجرام الصهيوني.

هذا الأمر يدفعنا إلى السؤال عن جدوى المقاومة، وعن مصير المواجهة مع العدو الصهيوني ؟

بداية لا بد من القول أن خيار المقاومة والمواجهة مع المشروع الأميركي _ الإسرائيلي في لبنان وفلسطين والعالم العربي و الإسلامي ليس خيارًاً شخصيا اوطائفيا أو خيارا يمكن التغاضي عنه، ذلك لأن خيار المقاومة للمشاريع الأميركية والإسرائيلية هو أمر إلهي، قال تعالى :{ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}، ولذلك الحديث عن جدوى المقاومة والمواجهة مع من يحارب الله ورسوله ودينه لا معنى له مهما بلغت التضحيات.

أما بالنسبة لوقف إطلاق النار في لبنان فهو محطة في الصراع القائم مع العدو الصهيوني منذ عقود، وهذا الإتفاق قد يوقف إطلاق النار بين لبنان وسرائيل في هذه الفترة بالذات، ولكنه لن ينهي الصراع مع هذا العدو المجرم الذي يعتدي على لبنان واللبنانيين بسبب وبدون أي سبب، وهو الذي يحلم بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والتي تشمل كل لبنان وفلسطين وصولا إلى الجزيرة العربية، وقد كشفت معركة طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023 الوجه البشع للعدو الصهيوني على حقيقته بدون أي غطاء أو رتوش، وكشفت أيضاً عن زيف شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان التي كانت تتغنى بها أميركا وأوروبا، الذين وقفوا إلى جانب إسرائيل في جريمتها المستمرة في غزة وفي العدوان على لبنان، ولم تحرك مشاعرهم دماء الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين التي سالت في لبنان وما زالت تسيل في غزة .

بالخلاصة وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل لن يكون نهاية الصراع مع إسرائيل، لأن هذا العدو الذي اعتاد القتل والعدوان منذ عقود لن يتوقف عن إجرامه حتى يتم استئصاله من جذوره، وعند ذلك يمكن أن يحل السلام في لبنان وفلسطين.

بسام غنوم