العدد 1681 /17-9-2025

 

محمد البديوي

عقب العدوان الإسرائيلي على قطر في التاسع من هذا الشهر، ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه وجه بتسريع اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة سابقا بين واشنطن والدوحة. والثلاثاء، ذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريحات له أثناء توجهه إلى الدوحة من تل أبيب، أن قطر والولايات المتحدة توشكان على الانتهاء من اتفاقية تعاون دفاعي محورية، وقال في هذا الصدد: "لدينا شراكة وثيقة مع قطر. ونعمل على اتفاقية تعاون دفاعي ونحن على وشك الانتهاء منها"، مشيرا إلى أن المفاوضات بشأن الاتفاقية قد تسارعت بسبب التطورات الأخيرة.

من جانبها، نقلت شبكة سي أن أن عن مصدر دبلوماسي مطلع أن مسؤولين قطريين وأميركيين أجروا مناقشات جادة حول الشراكة الأمنية والدفاعية الثنائية بين البلدين، وأن المناقشات شملت احتمالية شراء قطر معدات دفاعية أميركية أكثر تطورا.

وخلال زيارة الرئيس ترامب لقاعدة العديد الجوية في قطر في 14 مايو/ أيار الماضي، أعلن آنذاك ترامب عن اتفاقية دفاعية تتيح لقطر الحصول على معدات عسكرية أميركية متطورة بقيمة 42 مليار دولار، من بينها شراء قطر لنظام الدفاع الجوي الصاروخي الأميركي (ثاد). "العربي الجديد" تواصل مع وزارة الخارجية الأميركية للتعليق حول التفاصيل إلا أنه تمت إحالتنا إلى تصريحات وزير الخارجية دون أي تفاصيل إضافية. كما توجهنا بأسئلة لوزارة الحرب الأميركية، التي أحالتنا أيضاً إلى بيان الخارجية، وإلى البيت الأبيض بحال طلب معلومات إضافية.

ووقع ترامب اتفاقية مع قطر للمضي في صفقتين دفاعيتين كانت وزارة الخارجية وافقت عليهما مسبقا، لشراء طائرات MQ-9B بدون طيار من شركة جنرال أتوميكس وشراء أنظمة مضادة لطائرات دون طيار من شركة رايثيون. وذكر البيت الأبيض آنذاك أن التوقيع يؤكد عزم الرئيس على تسريع استثمارات قطر الدفاعية في الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وقطر، بما يعزز الدرع الإقليمي".

وفي مارس/ آذار الماضي، وافقت وزارة الخارجية على بيع محتمل لـ8 طائرات MQ-9Bبدون طيار، في صفقة شملت مئات القنابل وعشرات الصواريخ وأجهزة رادار وراديو وأنظمة اتصالات أرضية عبر الأقمار الصناعية ومعدات ذات صلة، أما الأنظمة المضادة لطائرات دون طيار فقد وافقت عليها وزارة الخارجية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وتنص على شراء نظام رايثون الثابت، وأشار موقع وزارة الخارجية إلى أن الموافقة تتضمن أنه تم طلب 10 أنظمة إضافة على 100 صاروخ اعتراضي ومجموعات حرب إلكترونية ومعدات أخرى.

نظام ثاد الذي طورته شركة لوكهيد مارتن الأميركية هو منصة دفاع صاروخي أرضية متنقلة مصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية في مراحلها النهائية قبل الاصطدام مباشرة. ويعتمد هذا النظام على أسلوب الاصطدام بالهدف فعليا لتحييده، كما أنه قادر على التصدي للصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، وهو مصمم لمواجهة التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه مباشرة.

وسيمثل نشر نظام ثاد، في قطر، طبقا لموقع army recognition، "تعزيزا محوريا للبنية التحتية للدفاع الصاروخي وسيمكنها من مواجهة التهديدات عالية السرعة والارتفاع، وسيؤدي دمجه مع أنظمة الدفاع الجوي الحالية مثل باتريوت PAC-3لإنشاء درع قوي قادر على الدفاع ضد مجموعة كبيرة من التهديدات الصاروخية".

إضافة إلى بطاريات ثاد تشمل الاتفاقية البالغة قيمتها 42 مليار دولار، أنظمة رادار متطورة وصواريخ اعتراضية ومرافق قيادة وتحكم، من بينها رادار AN/TP2أحد أقوى رادارات ما يطلق عليها عسكريا (النطاق X) في العالم، وهو قادر على اكتشاف وتتبع الأهداف على مسافات تزيد على 1000 كيلومتر.