العدد 1642 /11-12-2024
محمد أمين
لم يستثن طيران الاحتلال الإسرائيلي أي نوع من
المواقع أو المراكز العسكرية في سورية خلال الحملة التي شنها على مدى يومين، بهدف
تدمير القدرات العسكرية السورية الاستراتيجية، من مطارات ومراكز بحوث عسكرية،
وصولاً إلى الأسطول البحري، وانتهاءً بمقرات ومستودعات الأسلحة.
ومن أبرز المواقع التي دمرها طيران الاحتلال
الإسرائيلي في أكثر من 300 غارة خلال يومي الأحد والاثنين، مركز البحوث العلمية
الخاصة بالجانب العسكري في منطقة جمرايا والذي يقع خلف جبل قاسيون الشهير على
مسافة نحو عشرة كيلومترات شمال غرب العاصمة السورية دمشق. وتأسس هذا المركز في
الثمانينيات من القرن الفائت، ويُعتقد أنه كان يعمل على تطوير أسلحة كيميائية
وصواريخ لم يستخدمها النظام ضد الجانب الإسرائيلي على الإطلاق بل ضرب بها الكثير
من المناطق السورية خلال سنوات الثورة.
ومن المراكز العلمية العسكرية المستهدفة أيضاً
مركز برزة على أطراف دمشق الشمالية الشرقية، وهو تأسس في السبعينيات بالشراكة بين
السلطات السورية ووكالة الأبحاث الحكومية الفرنسية، وكان مختصاً بتطوير الأسلحة
الكيميائية والبيولوجية.
كما دمّرت إسرائيل معامل الدفاع في منطقة السفيرة
جنوب شرقي حلب بنحو 20 كيلو والتي كانت تضم مركزا لتطوير الأسلحة. وشمل القصف سلاح
البحرية السورية في مياه المتوسط في سياق حملة تدمير ممنهجة لم تستثن أي سلاح أو
موقع عسكري سوري.
وجرى أيضاً تدمير مطار المزة العسكري غربي العاصمة
دمشق وعشرات المروحيات والمقاتلات الحربية التي كانت رابضة فيه. وكان المطار من
أهم المنشآت العسكرية في سورية، حوّله النظام خلال سنوات الثورة الى مركز اعتقال،
فضلاً عن أنه كان المطار الخاص ببشار الأسد. واستهدف القصف أنظمة الدفاع الجوي
داخل المطار، بما في ذلك منظومات "إس-200" ومنظومة "أوسا"
التي احترقت بالكامل.
وطاول القصف الإسرائيلي كل المطارات السورية في
ريف حمص الشرقي في البادية، وأبرزها مطار الشعيرات والذي يقع على بعد 31 كيلومتراً
جنوب شرقي مدينة حمص وسط سورية، ويضم محطات كشف راداري متقدمة، ومحطات تصنيع حربي،
وتجري فيه عمليات صيانة للطيران المسيّر، وفق مصادر عسكرية سورية. وفيه 40 حظيرة
إسمنتية، ومدرجان أساسيان، طول كل منهما ثلاثة كيلومترات، وله دفاعات جوية محصنة،
مزودة بصواريخ "سام 6"، وفيه مركز قيادة "اللواء 22"، الذي
كان يتبع للنظام السابق. وتعرّض المطار لضربات صاروخية أميركية في 7 إبريل/ نيسان
2017، وذلك عقب هجوم جوي من النظام السابق بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف
إدلب الجنوبي في 4 إبريل/ نيسان 2017.
وبيّن المحلل العسكري العقيد فايز الأسمر في حديث
مع "العربي الجديد"، أن تل أبيب "لم تدع أي موقع عسكري سوري إلا
واستهدفته"، مضيفاً أن الضربات "أعادت الجيش السوري أكثر من 20 سنة إلى
الوراء من حيث التسليح". وأوضح أن القصف دمر مخازن أسلحة في ريف دمشق،
واللواء 121 في كناكر واللواء 12 بازرع بريف درعا، مضيفاً: "دمرت طائرات
سوخوي وميغ 29، إضافة إلى استهداف مستودعات ذخيرة في جبل طرطب بريف الحسكة
والقاعدة العسكرية في مطار القامشلي أقصى الشمال الشرقي من سورية، مشيراً إلى أن
الطيران استهدف ألوية صواريخ وشبكات رادار، معتبراً أن إسرائيل تسعى إلى تحييد
سورية عسكرياً بشكل كامل.