العدد 1660 /23-4-2025
بعدما بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة
"قبض وترحيل" للطلاب الأجانب الدارسين في الولايات المتحدة، في إطار
مساعيها لمكافحة الحراك الطلابي الداعم لفلسطين، والمناهض لإسرائيل في الجامعات
الأميركية. بدأت أوساط بحثية وجامعية أميركية تحذر من حرمان الاقتصاد الأميركي من
عشرات مليارات الدولارات التي يضخها هؤلاء الطلاب، والتي قدرت في عام واحد بـ43
مليار دولار، فضلا عن حرمان أميركا من الاستفادة من هذه العقول المهاجرة في
نهضتها، وهي ثروة أخرى لا تقدر بمال.
فقد كشف تقرير لموقع "أخبار الجامعة العالمية" "university world news" الخاص بالتعليم في العالم، يوم 18
مارس/آذار 2025 عن انخفاض الاهتمام بالدراسة في الولايات المتحدة من قبل طلاب
الدراسات العليا الدوليين بأكثر من 40%، ما سيؤثر على اقتصاد أميركا بالسلب، بسبب
سياسات إدارة ترامب التي تستهدف الطلاب الأجانب واعتقالهم وترحيلهم لبلدانهم.
وأكد الموقع التعليمي أن الانخفاض
الحاد في الاهتمام بالدراسة في الولايات المتحدة، بصورة دراماتيكية، سيؤدي إلى
حرمان الاقتصاد الأميركي، من عشرات المليارات من الدولارات، وفقًا للبيانات
الصادرة عن بوابة Study Portals، وهي بوابة إلكترونية عن التعليم في العالم،
مقرها هولندا.
وأشار إلى أن تزايد معدلات رفض
التأشيرات أو إلغائها من قبل إدارة ترامب للطلاب، ستجعل الولايات المتحدة، لا
تخاطر فقط بمليارات الدولارات من الناتج المحلي الإجمالي المباشر، بل وتخاطر أيضًا
بفقدان تدفق كبير للمواهب التي كان لها تاريخيًا مساهمة حاسمة في ريادة الأعمال
والقيادة المؤسسية.
وكان موقع"shore light" توقع
في مايو/أيار الماضي، ألا تواكب الولايات المتحدة جهود الدول المتقدمة الأخرى
لتحفيز الطلاب الدوليين على الدراسة بها، والاستفادة من مزاياهم.
واشار إلى أن التوقعات ترصد احتمال فقدان الولايات المتحدة
3% من حصتها بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات فعلية، لكن قرارات ترامب ستزيد
من فقدان أميركا المزيد من الطلاب الأجانب، وما يجلبونه من دعم للاقتصاد الأميركي.
ويوم 27 مارس/آذار 2025، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو
روبيو، أنه ألغى تأشيرات أكثر من 300 طالب وصفهم بـ"المخبولين"، لأنهم
يتظاهرون ضد إسرائيل بينما هم مسجلون كطلبة فقط ليس من حقهم التظاهر.
كما كشف موقع "أكسيوس" الإخباري، 27 مارس/آذار
2025، أن إدارة ترامب، تخطط لاتخاذ إجراءات ترمي إلى فرض "قيود جديدة"
على قبول الطلاب الأجانب في بعض الجامعات الأميركية بحجة "دعم حركة حماس."
وقد ترتب على ذلك، وفقا لإحصاءات "رابطة المعلمين
الدوليين" أن الانخفاض الحاد في الاهتمام بالدراسة في الولايات المتحدة، أدى
إلى خسارة الاقتصاد الأميركي عشرات المليارات من الدولارات، إذ ساهم الطلاب
الدوليون (الأجانب)، ومعظمهم من طلاب الدراسات العليا، بمبلغ 43 مليار دولار
أميركي في الاقتصاد الأميركي، في العام الدراسي 2023/2024 فقط.