العدد 1367 / 26-6-2019
لا يزال مصير المعتقلين السياسيين الذين حضروا جلسة المحاكمة
الأخيرة التي توفي فيها الرئيس محمد مرسي غامضا، وفق شهادات بعض الأهالي
والحقوقيين.
وتعرض مرسي الاسبوع الماضي لأزمة قلبية حادة أثناء جلسة
محاكمة توفي على إثرها، وفق ما أعلنته النيابة العامة في بيان مقتضب، بينما شككت
جماعة الإخوان المسلمين في تلك الرواية، مؤكدة أن مرسي تعرض للاغتيال.
وكان مقررا استكمال جلسات المحاكمة يوم الثلاثاء الماضي، إلا
أن الأجهزة الأمنية أبلغت السلطات القضائية بتعذُّر إحضار المتهمين لدواعٍ أمنية،
وهو ما دعا المحكمة إلى تأجيل النظر في القضية المتعلقة بالتخابر مع حركة حماس
الفلسطينية، إلى جلسة 29 حزيران الجاري، وهو ما أثار شكوك الأهالي حول مصير
أبنائهم.
استنكار
واستنكر مدير منظمة "كوميتي فور جستس" أحمد مفرح
هذا الغموض الذي يكتنف مصير هؤلاء المعتقلين السياسيين، خاصة أن ذلك ينضاف إلى
غموض آخر حول ملابسات وفاة مرسي.
وأوضح مفرح أن المعتقلين لم يرجعوا إلى محبسهم منذ الاثنين
الماضي، ولا يُعرف عنهم شيء سوى أن هناك ثلاثة من المحتجزين تعرضوا لحالات إغماء
(تحفظ على ذكر اسمهم)، معتبرا ذلك نوعا من أنواع الاعتقال والاحتجاز التعسفي من
خلال عزلهم عن العالم الخارجي.
وتضم القضية 23 معتقلا من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان
المسلمين، أبرزهم المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، ونائبه الأول المهندس
خيرت الشاطر، ورئيس مجلس النواب السابق الدكتور محمد سعد الكتاتني، والقيادي
بالجماعة وأحد رموز ثورة 25 يناير 2011 الدكتور محمد البلتاجي.
قلق الأهالي
وأكدت سارة نجلة خيرت الشاطر أن المعتقلين ما زالوا ممنوعين
من الزيارة حتى الآن، ولم يتسن لأسرتها الاطمئنان على والدها وأخيها.
بدورها قالت آلاء نجلة عضو مكتب الإرشاد محيي الدين حامد على
صفحتها بموقع فيسبوك إن "الزيارة ممنوعة عن المعتقلين في سجن ملحق مزرعة طرة
-الذي كان فيه الرئيس مرسي- منذ سنتين ونصف، وبعض المعتقلين منذ ثلاث سنوات".
وأضافت أن "السجن فيه تسعة معتقلين منهم خمسة حضروا الجلسة
الأخيرة التي توفي فيها الرئيس مرسي، وانقطعت الأخبار عنهم من يومها بعد كلام
المحامين عن إغماءات. والمعتقلون هم: والدي محيي ويشكو المعتقلون في سجن طرة
الشديد الحراسة المعروف إعلاميا باسم "سجن العقرب" (جنوبي القاهرة)
-وأغلبهم قيادات الصف الأول في جماعة الإخوان المسلمين- من أوضاع الاحتجاز وسوء
المعاملة والإهمال الطبي.
وبخلاف الرئيس الراحل محمد مرسي، توفي عدد كبير من قيادات
وأعضاء الإخوان داخل محبسهم، أبرزهم المرشد العام السابق للجماعة محمد مهدي عاكف
في أيلول 2017.
نجل مرسي: هكذا سلموني جثمان والدي
تحدث عبد الله مرسي نجل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي في
حوار مع قناة الجزيرة عبر الهاتف عن ملابسات وفاة والده وظروف سجنه، وقال إن
النظام المصري ارتكب جريمة قتل ممنهجة بحقه على مدار السنوات الماضية حتى تبدو
وفاته طبيعية.
وذكر نجل الرئيس الراحل أن السلطات طلبت منه الامتناع عن
الحديث في ظروف وفاة والده، لكنه أكد أن الأسرة لن تسكت، مشيرا إلى أنها تلقت
تهديدات كثيرة من النظام على مدى السنوات الماضية للكف عن الكلام.
دعوة لتحقيق دولي
ودعا عبد الله إلى فتح تحقيق دولي في ملابسات وفاة والده،
وقال إن الرئيس الراحل كان يتعرض لانتهاكات ممنهجة، وفرضت عليه عزلة تامة عن
العالم.
ووجه نجل الرئيس الراحل نداء إلى الشعب المصري، داعيا إلى
الاتحاد من أجل مواجهة النظام الذي وصفه بالمجرم، والذي قال إنه مسؤول عن دماء
أبناء الجيش والشرطة التي تراق في سيناء.
وكان التلفزيون المصري قد أعلن قبل أسبوع وفاة الرئيس
المعزول محمد مرسي إثر تعرضه لنوبة إغماء أثناء جلسة محاكمته، ومنعت السلطات أسرته
من دفنه في مقابر العائلة بمسقط رأسه في محافظة الشرقية وفق وصيته، كما منعت تشييع
جثمانه.
وطالبت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بإجراء تحقيق
مستقل وشفاف في ملابسات وفاة مرسي الذي يوصف بأنه الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطيا
في تاريخ مصر، والذي قضى سنواته الأخيرة في السجن منذ عزله في انقلاب عسكري في
الثالث من تموز 2013.