العدد 1388 / 27-11-2019
نقل
موقع (مدى مصر) عن مصدرين بجهاز المخابرات العامة، قولهما إن قرارا صدر قبل أيام
بندب محمود، نجل الرئيس عبدالفتاح السيسي، للقيام بمهمة عمل طويلة في بعثة مصر
العاملة في روسيا.
جاء
ذلك بعدما أثرت "زيادة نفوذ الابن سلبًا على والده، حسبما رأى بعض المنتمين
للدائرة المحيطة بالرئيس، بالإضافة لعدم نجاح محمود في إدارة عدد من الملفات التي
تولاها"، حسبما نقل (مدى مصر) .
ومحمود
هو الابن الأكبر للرئيس السيسي، ويليه شقيقان هما مصطفى العامل بهيئة الرقابة
الإدارية، وحسن الذي انتقل قبل نحو ثلاث سنوات للعمل في المخابرات العامة، بعدما
كان يعمل سابقًا في قطاع البترول.
مهمة عمل طويلة
لم
يحدد المصدران المدة التي سيقضيها محمود السيسي في موسكو، لكنهما أكدا أنها
"مهمة طويلة الأجل" قد تستغرق شهورًا، وربما سنوات.
مصدر
حكومي رسمي في دوائر السلطة العليا، وآخر سياسي على اتصال بمقربين من دوائر
السلطة، قالا إن السيسي الابن سيكون مبعوثًا عسكريًا لمصر لدى روسيا.
القرار
"تم اتخاذه" على أن يكون تنفيذه في عام 2020، بعد فترة ابتعاث قصيرة
لمحمود السيسي من المخابرات العامة إلى المخابرات الحربية، يليها ترشيحه للمنصب
الجديد، وفق المصدر الرسمي.
مقترح الإبعاد
مصدر
قريب من دوائر صنع القرار في أبو ظبي، قال إن قرار إبعاد محمود السيسي يعد بمثابة
تنفيذ لمقترح إماراتي تمت الإشارة به على الرئيس.
مصدرا
المخابرات العامة أكدا أن القرار جاء بعد مشاورات مطولة داخل دائرة أسرة الرئيس
والمجموعة الصغيرة المحيطة بها، وعلى رأسها اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات
العامة.
المشاورات
خلصت إلى أن بروز اسم محمود السيسي كأحد أهم صناع القرار في مصر، وتواتر اسمه
مؤخرًا في تقارير إعلامية عربية وعالمية، أضر كثيرًا بصورة الرئيس والأسرة، وبات
يشكل تهديدًا واضحًا لاستقرار النظام.
خطوة
إرسال محمود السيسي في المهمة الطويلة ستخفف من حدة التوتر المتزايد في داخل جهاز
المخابرات العامة، إزاء نفوذ الابن داخل الجهاز وإطاحته بالعديد من قادته منذ وصول
السيسي لسدة الحكم في 2014، بحسب المصدرين السياسي والرسمي.
إخفاقات محمود
أحد
مصدري المخابرات: فشل السيسي الابن في معظم الملفات التي تولى مسؤوليتها مؤخرًا،
كملف الإعلام إذ تستحوذ المخابرات العامة على عديد من وسائل الإعلام منذ نهاية عام
2017.
كذلك
فشل محمود السيسي في إدارة ملف الفنان والمقاول محمد علي، والذي تولى إدارته أيضًا
من اليوم الأول ولم يحقق فيه نجاحًا يذكر بل انتهى الأمر بنزول الآلاف إلى الشوارع
في احتجاجات العشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، وفق المصدر.
كان
محمد علي قد دعا المصريين إلى التظاهر والمطالبة برحيل الرئيس السيسي، وذلك في
أعقاب نشره سلسلة فيديوهات اتهم فيها الرئيس وزوجته انتصار وابنهما محمود وقيادات
في الجيش، بإهدار المال العام لصالح الرفاهية وبناء قصور رئاسية، وهي فيديوهات
تفاعل معها ملايين المصريين.
قبل
شهرين، قالت مصادر رسمية إن محمود السيسي كان مسؤولًا عن تنفيذ تعليمات الرئيس
بالقمع وعمليات التوقيف الواسعة التي جرت في أعقاب احتجاجات 20 سبتمبر.
كذلك
أخفق السيسي الابن عندما اقترح فكرة إعلان الإعلامي عمرو أديب عن استضافته
"محمود السيسي"، في برنامجه يوم 22 سبتمبر.
تزامنًا
مع صدور قرار إبعاد محمود السيسي، كشف أحد مصدري المخابرات العامة أيضًا عن صدور
قرار إبعاد مماثل، بحق المقدم أحمد شعبان، ضابط مخابرات العامة الذي برز اسمه
لسنوات كأحد مهندسي ملف الإعلام، بإرساله للعمل خارج مصر وتحديدًا في بعثة مصر
باليونان.
المصدر
أشار إلى أن هناك قرارات أخرى صدرت في الأيام الأخيرة لضباط آخرين، إما بالندب
للعمل خارج البلاد أو في مؤسسات حكومية أخرى في الداخل.
يأتي
ذلك في سياق إعادة ترتيب المسؤوليات داخل الجهاز، وإبعاد الأسماء التي صار اسمها
متداولًا على السطح أكثر مما تقتضي متطلبات الوظيفة.