العدد 1656 /19-3-2025
ابتسام عازم
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون
الإنسانية توم فليتشر، يوم الثلاثاء، إن المكاسب المتواضعة التي تم تحقيقها في
قطاع غزة خلال فترة الهدنة دُمرت، وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال اجتماع لمجلس
الأمن الدولي، كانت دعت له الجزائر والصومال وكان من المقرر عقده لنقاش الوضع
الإنساني، تزامن عقده مع الغارات الجوية الإسرائيلية فجر اليوم الثلاثاء التي أدت
إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني بحسب مصادر محلية. وقال فليتشر عن استئناف الحرب
الإسرائيلية على غزة: "حققت أسوأ مخاوفنا خلال الليلة الماضية" مضيفاً
أن هناك "تقارير غير مؤكدة عن مقتل المئات وأوامر إخلاء جديدة أصدرتها قوات
الأمن الإسرائيلية".
وقال مندوب الجزائر في الأمم المتحدة، عمار بن
جامع، في كلمته عن الهجمات الإسرائيلية فجر الثلاثاء: "إن الدم الفلسطيني
يُستخدم مجدداً من الساسة الإسرائيليين أداةً للحسابات السياسية الداخلية"،
وأدان بشدة الهجمات الإسرائيلية معتبراً أنها تشكل "انتهاكاً لاتفاق وقف
إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل شهرين". وأضاف أن إسرائيل لا تتجاهل فقط
"القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والتزاماتها، كقوة قائمة بالاحتلال، بل
إنها تقوم بقتل المدنيين الأبرياء عشوائياً"، وتحدث عن تدهور مستمر للكرامة
الإنسانية الأساسية في غزة، وقال: "نشهد في غزة جبن ووحشية الاحتلال
الإسرائيلي الذي يتجلى أمام أعين الجميع دون أي اعتبار للأرواح البريئة".
أما السفير الفلسطيني، رياض منصور، فتحدث في كلمته
عن قتل إسرائيل للفلسطينيين عشوائياً وحرمانهم المتعمد من الإمدادات الإنسانية،
وأشار إلى أن إسرائيل لم تعد تخف أو تدعي أنها تدخل المساعدات الإنسانية مشدداً
على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته ويتحرك. ووصف اللحظة الحالية التي يشهدها
العالم بالتاريخية مشدداً أن "الأيام المقبلة ستكون حاسمة، فإما أن تضعنا على
المسار الصحيح أو الخاطئ الذي ستكون له تبعات كبيرة على المنطقة والعالم... يجب أن
تعم الحرية والسلام. يجب أن يتحرك مجلس الأمن ويساعدنا". من جهته ادعى المندوب
الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، أن حماس هي التي رفضت العودة للمفاوضات،
وقال إن بلاده مصرة على القضاء على حماس واصفاً العودة إلى القتال بـ"الأمر
الضروري".
وعن الوضع الانساني في غزة، قال توم فليتشر إن
السلطات الإسرائيلية منعت دخول "جميع الإمدادات المنقذة للحياة عن أكثر من
مليوني شخص منذ بداية الشهر"، مضيفاً أن إسرائيل "رفضت جميع طلبات الأمم
المتحدة المتكررة لإدخال المساعدات من كرم أبو سالم" واصفاً هذا الرفض
بالممنهج. وأشار إلى أن الأطعمة في المخازن تفسد كما أن صلاحية الكثير من الأدوية
على وشك الانتهاء، ووصف المنع الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية
إلى غزة بـ"الحصار الشامل للمساعدات المنقذة للحياة والسلع الأساسية بما فيها
التجارية"، وحذر من التأثير "الكارثي لذلك على السكان في غزة الذين
يعتمدون على المساعدات الإنسانية إلى القطاع".
وأكد فليتشر أن العاملين في المجال الإنساني
يقدمون ما تبقى من إمدادات داخل غزة لهؤلاء الذين هم بأشد الحاجة إليها بالإضافة
إلى محاولات نقل المياه الصالحة للشرب بالشاحنات ودعم المستشفيات قدر الإمكان.
وحذر من أنه لا يمكن تحمل هذا الوضع لفترة أطول إلا إذا فتحت المعابر، مشدداً على
ضرورة العودة لوقف إطلاق النار من أجل إنهاء معاناة الغزيين وحماية جميع المدنيين
وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والسلع
التجارية.
كما أشار إلى نقص في تمويل صندوق المساعدات
الإنسانية إذ لم يتلق صندوق الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة إلا 4% مما هو
مطلوب للعام الحالي. وحذر من أن المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة لا يوجد
لديها ما يكفي من التمويل حتى نهاية الشهر. وحث الدول على تقديم الدعم المادي، ثم
ختم إحاطته بالحديث عن زيارته الأخيرة لغزة وجملة كتبها أحد الأطباء الفلسطينيين
على سبورة في مستشفى قبل أن يُقتل وقال فيها "من يبقى للنهاية سيروي القصة،
لقد قمنا بكل ما بوسعنا... تذكرونا" وتساءل المسؤول الأممي موجهاً حديثه
للدول الأعضاء في مجلس الأمن "هل سنتمكن من القول إننا فعلنا ما
بوسعنا".