العدد 1359 / 24-4-2019
أفاد مراسلون في طرابلس بأن قوات اللواء الليبي المتقاعد
خليفة حفتر خسرت معظم مواقعها جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بينما قالت حكومة
الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إن قواتها انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة
الهجوم.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني
الليبية العقيد المبروك عبد الحفيظ إن قوات الحكومة سيطرت على كامل المنطقة
الممتدة من وادي الربيع حتى منطقة العزيزية جنوب العاصمة طرابلس بالكامل.
وكشف المبروك أن ما وصفه بالمخطط الإجرامي لاقتحام العاصمة
"هو اعتماد قوات حفتر على وسائل إجرامية، وزرع خلايا نائمة داخل العاصمة
طرابلس لبث الفوضى وزعزعة ثقة المواطن في أداء حكومة الوفاق الوطني وأجهزتها
وإرسال رسائل للداخل والخارج بعدم توفر الأمن".
وأضاف أن "قطع العلاقات بين وزارتي الداخلية الليبية
والفرنسية رسالة واضحة تفيد بأن سيادة الدولة الليبية فوق كل المصالح والاعتبارات
وغير قابلة للمساومة أو النقاش".
وأثنى على دور السلطات التونسية ومنعها "استخدام
أراضيها لبث الفتنة والتحريض"، مؤكدا على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين
وعلى الدور المهم للجمهورية التونسية في دعم استقرار ليبيا.
مطالبات بسحب القوات
من جهة أخرى، طالب حكماء وأعيان المنطقة الغربية وطرابلس الكبرى
والمنطقة الوسطى في ليبيا - يوم الاثنين- قيادات مدينة ترهونة الليبية بسحب أبناء
المدينة من ساحات القتال، والعودة إلى حاضنة المنطقة الغربية وكف نزيف الدم بين
الإخوة.
وحمّل الحكماء والأعيان قيادات ترهونة المسؤولية القانونية
والأخلاقية على ما ارتُكِب من جرائم قتل وتدمير ونهب للممتلكات الخاصة والعامة في
الحرب على العاصمة طرابلس الكبرى، مشدّدين على ضرورة أن تطرد قيادات ترهونة كل
القوات الموالية لحفتر من كامل الحدود الإدارية لبلدية ترهونة وإيقاف التعاون معها.
وحذر بيان الحكماء من أن عدم الرد الفوري على بيانهم
سيُحَمِّل مدينة ترهونة كل ما يترتب من نتائج العدوان على العاصمة، بحسب وصف
البيان.
وتقع مدينة ترهونة على بعد 90 كيلومترا جنوب شرق طرابلس،
وتعتبر إحدى أكبر مدن الغرب الليبي، وتحتضن قبائل كبيرة منها قبيلة
"الفرجان" التي ينتمي لها المشير خليفة حفتر "الذي وُلِد وترعرع في
الشرق الليبي".
قتلى ونازحون
وعلى المستوى الإنساني، كشفت ماريا دو فالي ريبيرو نائبة
المبعوث الأممي إلى ليبيا أن أكثر من 35 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من العاصمة
الليبية طرابلس، فضلا عن مقتل مئتي شخص بينهم 84 مدنيا؛ جراء القتال المستمر منذ
اوائل نيسان الجاري.
وأضافت أن أكثر من ألف مدني أصيبوا كذلك، محذرة من تدهور
الوضع الإنساني.
وأشارت أيضا إلى استعداد أكثر من خمسمئة عائلة للفرار من
بيوتها غربي العاصمة إلى مناطق أكثر أمنا.