العدد 1529 /21-9-2022

أكد محامون وأعضاء في هيئة الدفاع عن رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض، أن هناك عدة سيناريوهات وفرضيات قانونية بعد قرار الاحتفاظ بالعريض، مرجحين إطلاق سراحه يوم الأربعاء.

وقال المحامي مختار الجماعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه بعد ساعات من السماع، ليلة أمس الإثنين، أصدرت النيابة العمومية قرار الاحتفاظ بالعريض، والاحتفاظ يعني إيقافه وقتياً إلى حين عرض الملف على النيابة العمومية غداً، موضحاً أن "علاقة النيابة العمومية بالملف تنتهي غداً صباحا لتقرر مآل الملف إما بالحفظ وهذا مستبعد، أو بالإحالة على التحقيق، وهذا هو الوارد".

وأكد أن "آجال الاحتفاظ تنتهي بعرض علي العريض على النيابة غداً، وبعد ذلك ينظر قاضي التحقيق في الملف ويتخذ قراره النهائي، إما بإصدار بطاقة إيداع بالسجن في حق العريض، وهذا ما نستبعده، أو إطلاق سراحه"، مضيفا ًأن "من حق النيابة العمومية الاحتفاظ بالشخص لمدة 15 يوماً بصفة عامة.

وقال المحامي سمير بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "النيابة العمومية قررت الاحتفاظ برئيس الحكومة الأسبق، وهذا الاحتفاظ سيتم ليوم واحد فقط باعتبار أن الملف سيحال على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب وعلى أنظار قاضي التحقيق الأربعاء".

أما رئيسة اللجنة القانونية لحركة "النهضة" زينب البراهمي فأكدت في تصريح لها أنه سيتم غدا انتظار قرار النيابة العمومية، إما سراح أو إحالة على التحقيق، مؤكدة أن الملف يخلو من أي دليل اتهام في حقه وينتظر الإفراج عنه غداً.

ورأت البراهمي أن "القرار سياسي بامتياز، لأن قرار الاحتفاظ كان بناء على ملف فارغ، ولا يحتوي على أي كلمة تسفير، ولا يوجد ما يفيد هذا الاتهام له أو لغيره من قيادات حركة النهضة".

بدورها، قالت عضو هيئة الدفاع عن الغنوشي والعريض، المحامية سعيدة العكرمي، إن لديها ثقة في القضاء، "وسيحضر المحامون بكثافة غداً، وقاضي التحقيق عندما يطّلع على الملف سيعلن بقاء العريض في حالة سراح"، موضحة "أن الملف فارغ ويخلو من الأدلة، ولم توجّه أي أسئلة بخصوص تهم التسفير، من تمويل أو نقل أشخاص لبؤر التوتر"، مشيرة إلى أن "الأسئلة خارجة عن نطاق الأبحاث والملف".

ولم يصل الغنوشي إلى مكتب التحقيقات إلى غاية الساعة الثانية ونصف ظهراً بتوقيت تونس. ويبدو أنه ينتظر إشارة بانتهاء التحقيق مع القيادي بالنهضة الحبيب اللوز، ليلتحق بدوره بالمكتب، تفادياً لساعات الانتظار الطويلة على كرسي خشبي، كما حدث البارحة، وفق المحامين.

يذكر أن اللوز تم إيقافه الأسبوع الماضي بصفاقس، ولكن لم يستمع إليه بسبب دخوله المستشفى بعد تعكّر حالته الصحية نتيجة إيقافه، كما سبق أن حصل مع رجل الأعمال محمد الفريخة، الذي لا يزال في المستشفى منذ إيقافه الأسبوع الماضي.




النهضة: لا توجد أي دلائل تدين قيادات الحركة

قالت حركة النهضة التونسية إن "ملف التهمة الموجهة إلى قيادات الحركة فارغ، ولا يحتوي على أي مؤيدات تدين قيادات الحركة".

وأصدرت النهضة عشيةليوم الثلاثاء بياناً على خلفية قرار الاحتفاظ بنائب رئيس الحركة ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض.

وأكدت النهضة في بيانها على أن "موقفها ثابت ضد التسفير، وترفضه"، وأوضحت أن "العريض هو أول من أعلم بخطر تنظيم أنصار الشريعة في عام 2012، عندما كان وزيراً للداخلية، قبل أن يقوم بتصنيفه كتنظيم إرهابي، ويعلن الحرب ضده".

وقالت النهضة إنه "يُراد اليوم التشفي منه والتنكيل به لإرضاء فئة استئصالية هدفها التفرد بالشعب التونسي عبر إقصاء طرف سياسي كان عامل استقرار طوال الفترة السابقة".

ونبهت إلى أن "محاولات ضرب القضاء تهدف إلى تدجينه وتوظيفه لتيسير تلفيق جرائم ضد الخصوم السياسيين وإثارتها إعلامياً من أجل التغطية والهروب من واقع الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة والتي عجزت حكومة الأمر الواقع عن إيجاد حلول لها".

ووصل مساء اليوم رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى مقر مكتب التحقيقات بعد الانتهاء من التحقيق مع النائب السابق عن الحركة الحبيب اللوز.

وأكد المحامي مختار الجماعي أن النيابة قررت إطلاق سراح اللوز وعرضه غداً على حاكم التحقيق. كما تجمهر عدد كبير من أنصار النهضة خارج المكتب رافعين شعارات تندد بالانقلاب.