العدد 1419 / 1-7-2020
قال
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن فرنسا تعمل على تعزيز وجود روسيا في
ليبيا، في الوقت الذي ينظر فيه حلف "الناتو" إليها كتهديد.
جاء
ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المجري بيتر سيارتو، الثلاثاء، في مقر وزارة
الخارجية بالعاصمة أنقرة.
وقال
تشاووش أوغلو بهذا الخصوص: "الناتو ينظر إلى روسيا كتهديد، إلا أن فرنسا
الحليفة في الناتو تبذل جهودا لتعزيز الوجود الروسي في ليبيا".
وأضاف
أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يدرك جيدا أن تهجمه على تركيا لن يعود بالنفع
على سياسته الداخلية.
وأعرب
تشاووش أوغلو عن أمله في أن يكون ماكرون قد تلقى درسا وأدرك بأن التهجم على تركيا
لن يفيده في شيء.
وأكد
أن تركيا ستواصل التعاون مع السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا، مضيفا أن المجتمع
الدولي وخاصة بعض الدول الأوروبية، يدرك أن الدعم التركي للحكومة أسفر عن توازن
القوى، ووقف بوجه تحول الحرب الداخلية في طرابلس إلى حرب شوارع.
وشدد
الوزير التركي على أهمية الاستقرار في ليبيا بالنسبة للقارة الأوروبية، حيث تعد
مرتعا لتنظيمات إرهابية مثل "داعش"، فضلا عن "بوكو حرام"
و"الشباب" على حدودها الجنوبية.
ولفت
إلى أن فرنسا تدعم الانقلابي خليفة حفتر، بشكل مخالف لقرار مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة.
وقال
تشاووش أوغلو إن تركيا تتعامل بشفافية وصدق في علاقاتها واتفاقياتها، على خلاف
فرنسا التي تدعم حفتر، وتنكر ذلك في نفس الوقت، رغم تأكيد الكثير من التقارير
الدولية على دعمها له إلى جانب الإمارات.وأشار إلى أن الكثير من الدول
الأوروبية منزعجة من دعم فرنسا لحفتر، إلا أنها لا تعلن ذلك بسبب رغبتها في الحصول
على مساعدات الاتحاد الأوروبي في سبيل القضاء على فيروس كورونا.
ولفت
في هذا الصدد إلى انسحاب مالطا مؤخرا من عملية "إيريني" الأوروبية
لمراقبة حظر توريد السلاح إلى ليبيا، والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي في 31 آذار
الماضي.
وأشار
تشاووش أوغلو إلى أن الناتو يشهد جدلا كبيرا في صفوفه، إذ يعتبر الحلف روسيا
كتهديد، وفي الوقت ذاته تبذل فرنسا العضو في الناتو جهودا لتعزيز الوجود الروسي في
ليبيا.وأوضح أنه بالرغم من وقوف تركيا وروسيا في أطراف
مختلفة بليبيا، إلا أنهما تبذلان جهودا في سبيل وقف إطلاق النار هناك، تماما كما
فعلا في سوريا.وقال تشاووش أوغلو إن "مساعي تركيا وروسيا تهدف
لعدم نشر المزيد من الفوضى في ليبيا، على عكس مساعي ماكرون الاستعمارية".وتابع:
"كما فعلت فرنسا في ماضيها الاستعماري بنشر الخراب والفوضى في القارة
الإفريقية، قامت في 2011 بقصف ليبيا وتركها لمصيرها، ثم عادت إليها لاحقا بهدف
تحقيق أطماعها وأحلامها".